الذهب يتراجع عن قممه التاريخية مع صعود الدولار وترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية

شهدت أسعار الذهب تراجعًا خلال تداولات الثلاثاء في الجلسة الآسيوية، حيث ابتعد المعدن النفيس عن مستوياته القياسية المسجلة مؤخرًا مع استمرار قوة الدولار الأمريكي لليوم الثالث على التوالي.

وتراجع زوج الذهب/الدولار (XAU/USD) إلى حدود 4331 دولارًا للأوقية، بعد أن دفع ارتفاع الدولار المستثمرين إلى جني الأرباح، خاصةً مع بقاء مؤشرات الزخم في مناطق التشبع الشرائي. كما ساهم تحسن شهية المخاطرة في أسواق الأسهم العالمية في تقليص الإقبال على المعدن الثمين كملاذ آمن.

ورغم هذا التراجع، فإن المخاوف من استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية واحتمال تأثيره السلبي على الاقتصاد الأمريكي، إلى جانب توقعات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، من شأنها أن تحدّ من مكاسب الدولار وتوفر دعمًا نسبيًا للذهب.

من جانب آخر، لا تزال التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تحت المجهر، إذ أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب مع بكين، لكنه حذّر في الوقت نفسه من فرض رسوم جمركية بنسبة 155% في حال فشل المفاوضات المرتقبة الأسبوع المقبل.

كما تتواصل المخاطر الجيوسياسية على خلفية الأزمة الأوكرانية، حيث تمسّك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمطالبه بانسحاب كييف من دونيتسك، في حين رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقديم أي تنازلات، ما يبقي حالة التوتر قائمة ويدعم الطلب على الذهب كأصل آمن.

أما على صعيد البيانات الاقتصادية، فتتجه الأنظار إلى تقرير التضخم الأمريكي (CPI) المنتظر صدوره يوم الجمعة، والذي سيشكل عاملًا رئيسيًا في تحديد مسار السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي خلال اجتماعه القادم.

يُظهر الذهب إشارات تصحيحية بعد مكاسب قوية أوصلته إلى نطاق 4375–4380 دولارًا، حيث يعكس مؤشر القوة النسبية (RSI) مستويات تشبع شرائي مرتفعة. من المرجح أن يجد السعر دعمًا قويًا بالقرب من 4300 دولار، بينما قد يؤدي الكسر دونه إلى مزيد من الضغوط نحو مستويات 4240–4210 دولارًا. في المقابل، فإن أي اختراق فوق 4400 دولار قد يمهد الطريق لاستئناف الاتجاه الصاعد الممتد خلال الأشهر الأخيرة.