الذهب يتراجع قرب 3300 دولار بفعل قوة الدولار.. لكن المخاطر الجيوسياسية تدعمه كملاذ آمن
انخفض سعر الذهب إلى محيط 3300 دولار مع بداية الأسبوع متأثرًا بصعود متواضع للدولار الأمريكي، في وقت يترقب فيه المستثمرون إشارات من محضر الفيدرالي حول مسار الفائدة. وبينما يضغط مشروع ترامب الضريبي والمخاوف التجارية على الدولار، تبقى التوترات في الشرق الأوسط عامل دعم رئيسي للمعدن النفيس كملاذ آمن.

تراجع سعر الذهب (XAU/USD) مع انطلاق تعاملات الأسبوع ليسجل أدنى مستوياته في عدة أيام قرب منطقة 3300 دولار خلال الجلسة الآسيوية يوم الاثنين، في ظل استمرار الدولار الأمريكي في تحقيق مكاسب محدودة جعلته يحافظ على زخمه مقابل العملات الرئيسية. يأتي هذا رغم وجود مجموعة من العوامل التي من شأنها كبح المزيد من الخسائر للمعدن الأصفر، وعلى رأسها الترقب السائد في الأسواق لمصير السياسات النقدية الأمريكية وتطورات الوضع المالي.
ويعزز هذا المشهد القلق المتزايد حيال مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أقره البيت الأبيض مؤخرًا، والذي يتضمن خفضًا كبيرًا للضرائب وتقليصًا للإنفاق قد يؤدي إلى رفع ديون البلاد بأكثر من 3.4 تريليون دولار خلال العقد المقبل، ما يزيد الضغوط طويلة الأمد على الدولار. إلى جانب ذلك، يواصل المستثمرون تسعير احتمالات مرتفعة تتجاوز 70% بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، مع توقع المزيد من التقليص بنهاية العام.
على الجانب الجيوسياسي، ساهمت الضربات الجوية التي شنتها إسرائيل فجر الاثنين ضد أهداف للحوثيين في ثلاثة موانئ ومحطة كهرباء باليمن، ردًا على هجمات متكررة مدعومة من إيران، في تعزيز المخاطر العالمية، وهو ما أبقى الطلب على الذهب قائمًا كأصل ملاذ آمن في مواجهة عدم اليقين.
من الناحية الفنية، أشار المحللون إلى أن كسر مستوى 3300 دولار بشكل حاسم قد يمهد الطريق لمزيد من التراجع صوب مناطق دعم عند 3270 ثم 3248 دولار، في حين أن أي محاولات تعافٍ تواجه مقاومات تبدأ من نطاق 3324-3325 دولار، ثم 3342-3343 دولار، وصولًا إلى حاجز 3355 دولار، الذي في حال تجاوزه قد يعيد الأضواء مجددًا نحو مستوى 3400 دولار. المستثمرون الآن يترقبون صدور محضر اجتماع الفيدرالي يوم الأربعاء، بحثًا عن مؤشرات أوضح حول وتيرة خفض أسعار الفائدة، وهو ما سيحدد ملامح تحركات الذهب القادمة.