الذهب يتعافى من تراجعه بعد صدمة نمو الاقتصاد الأمريكي

Apr 30, 2025 - 15:47
الذهب يتعافى من تراجعه بعد صدمة نمو الاقتصاد الأمريكي

عادت أسعار الذهب إلى الارتفاع يوم الأربعاء بعد أن سجلت تراجعًا في وقت سابق من الجلسة، وذلك عقب صدور بيانات اقتصادية أمريكية أظهرت انكماشًا غير متوقع في الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من عام 2025. ويتم تداول الذهب حاليًا بالقرب من مستوى 3288 دولارًا للأونصة، بعد أن تخلّى المتداولون مؤقتًا عن المعدن الثمين استجابة لتقارير تشير إلى تخفيف الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات قطع غيار السيارات.

البيانات الاقتصادية التي أثارت هذه التحركات، كشفت عن انكماش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 0.3% على أساس سنوي، ما شكل مفاجأة للأسواق التي كانت تتوقع نموًا بنسبة 0.4%. هذه القراءة تمثل تراجعًا حادًا مقارنة بالنمو القوي البالغ 2.4% في الربع الأخير من عام 2024، وهو ما يزيد من المخاوف بشأن تباطؤ اقتصادي محتمل، ويعزز حالة عدم اليقين بشأن قرارات السياسة النقدية المقبلة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.

الدوافع السوقية: قلق من الركود وتذبذب في قرارات ترامب

رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تقدم في المحادثات التجارية وتوقيعه على أمر تنفيذي لتقليص بعض الرسوم، إلا أن حالة القلق ما زالت تخيم على الأسواق. إذ يرى المستثمرون أن تراجع التوترات قد يحدّ من الإقبال على الذهب، لكنه في الوقت نفسه لا يلغي احتمال عودة القيود التجارية المفاجئة، وهو ما يبقي الذهب ضمن دائرة الاهتمام كملاذ آمن.

وقد صاحب هذه التطورات انتقادات جديدة من ترامب لرئيس الفيدرالي جيروم باول، مشيرًا إلى عدم رضاه عن طريقة إدارة أسعار الفائدة، في وقت تترقب فيه الأسواق اجتماع المركزي الأمريكي في 7 مايو المقبل لاتخاذ قرار بشأن السياسة النقدية.

التدفقات الاستثمارية والمؤشرات الدولية

في خلفية هذا المشهد، استمر المستثمرون في تعزيز حيازاتهم من الذهب خلال الربع الأول من العام، بإجمالي 227 طنًا تمت إضافتها إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، وهو أعلى مستوى منذ عام 2022، بحسب بيانات مجلس الذهب العالمي. هذا الزخم ساهم في ارتفاع الأسعار بنسبة تقارب 19% خلال تلك الفترة.

في المقابل، تراجعت مبيعات المجوهرات في السوق الهندي، أحد أكبر أسواق الذهب عالميًا، مع توقعات بانخفاض سنوي يصل إلى 11% حتى مارس 2026.

النظرة الفنية: الذهب عند مفترق طرق

فنيًا، تشير المؤشرات إلى أن الذهب يقترب من نقطة حاسمة، حيث تتقلص المسافة بين مستويات الدعم والمقاومة اليومية، ما يشير إلى احتمال حدوث اختراق قريب. على الجانب الصعودي، يمثل المستوى 3322 دولارًا نقطة محورية أولى، يليها 3344 ثم 3370 دولارًا كمقاومات محتملة، فيما يعد كسر حاجز 3400 دولار مفتاحًا لتحول صعودي أقوى.

أما في الاتجاه المعاكس، فيشكل المستوى 3295 دولارًا دعمًا مبدئيًا، مع وجود دعم إضافي عند 3245 دولارًا، وهو أعلى مستوى تم تسجيله في 11 أبريل.

تبقى التوقعات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتطورات البيانات الاقتصادية الأمريكية، والتوجهات المقبلة في السياسة التجارية والنقدية، حيث إن أي مفاجآت إضافية قد تغير قواعد اللعبة سريعًا في سوق الذهب.