الذهب يتماسك تحت 3350 دولار وسط بيانات أمريكية متباينة وترقب لخطاب باول
الذهب يحافظ على موقعه فوق 3330 دولار مع بقاء المستثمرين حذرين بعد بيانات قوية لمؤشرات مديري المشتريات وارتفاع طلبات إعانة البطالة، بينما تتجه الأنظار إلى ندوة جاكسون هول وخطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول.

استقر الذهب يوم الخميس قرب مستوى 3342 دولار للأونصة، بعد محاولات فاشلة لتجاوز حاجز 3350 دولار خلال التعاملات الأمريكية، وذلك وسط ضغوط من قوة الدولار وثبات عوائد السندات. وخلال الجلسة الأوروبية كان المعدن الأصفر قد تراجع إلى أدنى مستوى يومي عند 3325 دولار، قبل أن يقلص بعض خسائره مع ميل الأسواق إلى الحذر بانتظار ما سيقوله رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول يوم الجمعة.
أظهرت بيانات الاقتصاد الأمريكي صورة متباينة؛ إذ ارتفع مؤشر مديري المشتريات المركب لشهر أغسطس إلى 55.4 نقطة، وهو أعلى من قراءة يوليو عند 55.1، في حين سجل النشاط الصناعي انتعاشًا لافتًا إلى 53.3 نقطة مقارنة بـ 49.8 الشهر الماضي، بينما تباطأ قطاع الخدمات قليلًا إلى 55.4 نقطة مقابل 55.7. في المقابل، ارتفعت طلبات إعانة البطالة إلى 235 ألفًا، وهو أعلى مستوى في ثمانية أسابيع، ما يشير إلى بعض التباطؤ في سوق العمل. هذه الأرقام وضعت الفيدرالي أمام معادلة صعبة بين ضغوط التضخم ومؤشرات ضعف التوظيف.
كشفت محاضر الفيدرالي الصادرة مؤخرًا أن أغلب أعضائه يعتبرون التضخم الناتج عن الرسوم الجمركية الجديدة أكبر تهديد من تباطؤ سوق العمل، مشيرين إلى أن الشركات قد تنقل التكاليف المرتفعة تدريجيًا إلى المستهلكين. وبينما دعا بعض المسؤولين إلى خفض أسعار الفائدة، فضّل معظمهم الإبقاء على السياسة الحالية بانتظار بيانات إضافية، مؤكدين أن مسار القرارات القادمة سيعتمد على تطورات الأسعار والنمو.
في الأسواق، واصل مؤشر الدولار الأمريكي التحرك قرب أعلى مستوى في أسبوع عند 98.50 نقطة، مدعومًا ببيانات PMI الإيجابية، فيما تسعّر الأسواق حاليًا احتمالًا يبلغ 75% لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع سبتمبر، انخفاضًا من توقعات أقوى قبل صدور البيانات. أما عوائد السندات الأمريكية فقد استقرت بعد تراجع سابق، حيث سجل العائد على أذون العشر سنوات 4.31%.
سياسيًا، ازدادت الضغوط على الفيدرالي بعد دعوة الرئيس دونالد ترامب إلى استقالة محافظ المجلس ليزا كوك وسط اتهامات بالاحتيال، ما أثار جدلاً حول استقلالية البنك المركزي. وردت كوك بأنها لن تستسلم للضغوط وستقدم التوضيحات اللازمة بشأن ملفها المالي.
من الناحية الفنية، يواجه الذهب مستوى دعم حاسم عند 3330 دولار، حيث تشير المؤشرات إلى ضعف الزخم الصعودي بعد الفشل في اختراق المقاومة الرئيسية. استمرار التماسك فوق هذا المستوى قد يفتح المجال لمحاولة جديدة نحو 3350 دولار، بينما كسر الدعم قد يهبط بالأسعار إلى 3310 ثم 3300 دولار.