الذهب يستعيد بريقه: طلب قوي على الملاذ الآمن قبل قمة ترامب – زيلينسكي
ارتفع الذهب فوق 3348 دولارًا مع تجدد الإقبال على الملاذات الآمنة قبيل لقاء ترامب وزيلينسكي، فيما تبقى الأسواق حبيسة حالة ترقب وسط بيانات اقتصادية أمريكية متباينة.

بدأ الذهب تداولات الأسبوع بتذبذب ملحوظ، حيث تعافى بسرعة بعد أن لامس أدنى مستوى له في أحد عشر يومًا عند حدود 3323 دولارًا صباح الاثنين. وقد جاء هذا الانتعاش مدفوعًا بتزايد الطلب على الأصول الآمنة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية المرتبطة بالحرب الأوكرانية، خاصة بعد فشل قمة جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التوصل إلى تقدم ملموس بشأن وقف إطلاق النار.
في الجلسة الأوروبية، استقر المعدن الثمين بالقرب من 3348 دولارًا مرتفعًا بنحو 0.36%، لكنه ظل محصورًا ضمن نطاق تداول محدود. وتترقب الأسواق الآن الاجتماع المرتقب في وقت لاحق من اليوم بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بحضور قادة أوروبيين، إذ يُنظر إليه كخطوة جديدة محتملة في المسار الدبلوماسي.
المحادثات السابقة بين ترامب وبوتين، التي جرت في ألاسكا يوم الجمعة، انتهت دون اتفاق، حيث تمسك الجانب الروسي بمطالبه بالسيطرة على مناطق متنازع عليها مثل دونيتسك، وهو ما يصعب على كييف وحلفائها قبوله. في المقابل، أبدى ترامب مرونة أكبر بالتحول نحو إطار اتفاق سلام شامل بدلاً من التركيز على وقف إطلاق نار فوري، ما يترك الكرة الآن في ملعب أوكرانيا وحلفائها لاتخاذ الخطوة التالية.
من جانب آخر، يحد صعود طفيف في الدولار وتماسك أسواق الأسهم قرب مستوياتها القياسية من مكاسب الذهب، بينما ساهم تراجع عوائد السندات الأمريكية في توفير دعم إضافي. إذ انخفض العائد على السندات لأجل عشر سنوات إلى نحو 4.297%، فيما تراجع العائد على السندات لأجل ثلاثين عامًا إلى 4.899%.
أما على صعيد البيانات الاقتصادية، فقد جاءت المؤشرات الأمريكية الأخيرة متباينة. فمبيعات التجزئة سجلت ارتفاعًا متواضعًا في يوليو بنسبة 0.5%، بينما أظهرت ثقة المستهلكين تراجعًا ملحوظًا. في الوقت نفسه، قدمت بيانات التضخم صورة غير واضحة حول قوة الأسعار، ما جعل الأسواق تعيد النظر في حجم وتوقيت قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة. ومع ذلك، لا يزال المستثمرون يرجحون بنسبة 84% خفضًا للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، وفق أداة FedWatch التابعة لـCME.
من الناحية الفنية، لا يزال الذهب يتداول ضمن نطاق ضيق بين دعم عند 3330 دولارًا ومقاومة عند 3370 دولارًا، مع ضعف في الزخم سواء من جانب المشترين أو البائعين. وتُظهر المؤشرات الفنية إشارات متباينة؛ إذ استقر مؤشر القوة النسبية قرب المستوى المحايد، بينما بدأ مؤشر MACD يلمح إلى إمكانية تقاطع صعودي.
وعلى المدى القريب، سيكون تجاوز مستوى 3370 دولارًا إشارة مهمة على احتمالية انطلاق نحو حاجز 3400 دولار النفسي، بينما قد يؤدي كسر الدعم عند 3330 دولارًا إلى فتح المجال أمام مزيد من التراجع نحو 3300 دولار.