الذهب يسجل قممًا جديدة فوق 3950 دولار مدعومًا بإغلاق الحكومة الأمريكية والتوترات السياسية في فرنسا واليابان
واصل الذهب ارتفاعه القياسي متجاوزًا 3950 دولارًا للأونصة، مدعومًا بزيادة الطلب على الملاذات الآمنة وسط إغلاق الحكومة الأمريكية والأزمات السياسية في فرنسا واليابان، بينما يتلقى دعمًا إضافيًا من توقعات خفض الفائدة الأمريكية.

يمتد الذهب (XAU/USD) في مسيرته الصعودية التاريخية، متجاوزًا مستوى 3950 دولارًا للأونصة خلال جلسة الاثنين، مع استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية وتصاعد الاضطرابات السياسية في فرنسا واليابان، مما يعزز الطلب على الملاذات الآمنة.
وخلال التداولات الأمريكية، ارتفع المعدن النفيس بنحو 1.8% إلى 3956 دولارًا، محققًا قممًا جديدة وغير مسبوقة، ومواصلًا مكاسبه للأسبوع الثامن على التوالي. ويستمد الذهب دعمه من التوقعات المتزايدة بأن الاحتياطي الفيدرالي سيتجه إلى مزيد من خفض أسعار الفائدة خلال العام الجاري، مع قيام الأسواق بتسعير خفضين إضافيين محتملين قبل نهاية 2025.
كما ساهم الين الياباني الضعيف في دعم ارتفاع الذهب، إذ عادةً ما يُنظر إليه كملاذ آمن بديل، لكن التغير السياسي في اليابان قلب الصورة. فقد تم انتخاب سناي تاكايشي زعيمة للحزب الليبرالي الديمقراطي، ومن المتوقع أن تصبح أول رئيسة وزراء للبلاد في 15 أكتوبر، مع ترجيح اتباعها نهجًا أكثر تيسيرًا في السياسة النقدية وزيادة الإنفاق المالي، وهو ما ضغط على العملة اليابانية.
وفي فرنسا، زادت حالة عدم اليقين السياسي بعد استقالة رئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو، بعد أقل من شهر على توليه المنصب، ما أثار تساؤلات حول استقرار حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون.
أما في الولايات المتحدة، فقد دخل إغلاق الحكومة الفيدرالية أسبوعه الثاني بعد فشل المفاوضات في الكونغرس، مما دفع البيت الأبيض للتحذير من تسريحات جماعية محتملة إذا استمر الجمود. ويُتوقع أن يؤدي هذا الوضع إلى تأخير إصدار البيانات الاقتصادية، ما يجعل المستثمرين أكثر اعتمادًا على تعليقات مسؤولي الفيدرالي لتقدير اتجاه السياسة النقدية المقبلة.
في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى 98.35، وهو أعلى مستوى في نحو أسبوعين، مدعومًا بتدفقات الشراء على السندات الأمريكية، إلا أن ارتفاع الدولار لم يتمكن من كبح الزخم الصعودي للذهب.
من الناحية الفنية، حافظ الذهب على الهيكل الصعودي فوق مستوى الدعم 3900 دولار، مع دعم إضافي من متوسط الحركة البسيط لـ21 فترة عند 3879 دولارًا و50 فترة عند 3826 دولارًا. وقد يؤدي اختراق مستوى 3949 دولارًا إلى اختبار الحاجز النفسي عند 4000 دولار، بينما يُحتمل أن يؤدي كسر دعم 3900 دولار إلى تصحيح نحو المستويات الأدنى المذكورة.
ويتحرك مؤشر القوة النسبية (RSI) قرب مستوى 69، مما يشير إلى أن المعدن قد يمر بفترة تماسك قصيرة قبل استئناف الارتفاع.
بشكل عام، يظل الاتجاه العام صعوديًا بوضوح، مدعومًا بعوامل متعددة تشمل التوترات الجيوسياسية، والطلب القوي من البنوك المركزية، وتزايد تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، مما يجعل المعدن الأصفر في موقع قوي لاختبار مستوى 4000 دولار خلال الأيام المقبلة.