الذهب يقترب من 3250 دولارًا بدعم من القلق المالي الأمريكي وتوقعات التيسير النقدي
تعافت أسعار الذهب لتقترب من 3250 دولارًا للأونصة، بدعم من تزايد المخاوف بشأن وضع الاقتصاد الأمريكي بعد خفض تصنيفه الائتماني، وتنامي التوقعات بمزيد من تخفيضات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، ما عزز الإقبال على أصول الملاذ الآمن.

شهدت أسعار الذهب انتعاشًا ملحوظًا خلال جلسة التداول الآسيوية ليوم الاثنين، ليتداول بالقرب من مستوى 3230 دولارًا للأونصة، وسط تنامي الإقبال على الأصول الآمنة نتيجة تصاعد المخاوف بشأن الاستقرار المالي في الولايات المتحدة. يأتي هذا الارتفاع بعد فترة من التراجع الحاد للذهب الأسبوع الماضي، حيث تأثرت الأسعار حينها بعودة شهية المخاطرة إلى الأسواق.
الدافع الأبرز لعودة الطلب على الذهب كان خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل وكالة موديز، التي خفّضت التصنيف درجة واحدة من "Aaa" إلى "Aa1". وعزت موديز هذه الخطوة إلى الزيادة الحادة المتوقعة في الدين الفيدرالي، الذي يُتوقع أن يصل إلى 134% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، ارتفاعًا من 98% في عام 2023، إضافة إلى ارتفاع كلفة خدمة الدين، ونمو الإنفاق الحكومي، وتراجع العائدات الضريبية.
ورغم تحسن المعنويات العالمية مؤخرًا بسبب اتفاق تجاري أولي بين الولايات المتحدة والصين تضمن خفضًا مشتركًا للرسوم الجمركية، فضلًا عن تفاؤل بإمكانية التوصل إلى صفقة نووية جديدة مع إيران ومحادثات مرتقبة بين واشنطن وموسكو لاحتواء التوترات في أوكرانيا، إلا أن المؤشرات الاقتصادية الأمريكية استمرت في إرسال إشارات سلبية.
فقد تراجع مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيغان إلى 50.8 في مايو، مقارنة بـ52.2 في أبريل، ليبلغ أدنى مستوى له منذ يونيو 2022، في وقت كانت فيه التوقعات تشير إلى ارتفاعه إلى 53.4. هذه النتائج المخيبة دعمت التقديرات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيتجه نحو المزيد من تخفيضات الفائدة هذا العام، ما عزز من جاذبية الذهب كملاذ استثماري.