الذهب يقفز قرب 3830 دولار مدعومًا بمخاوف إغلاق الحكومة الأمريكية وتوترات جيوسياسية

سجلت أسعار الذهب مكاسب قوية يوم الاثنين، حيث ارتفعت بما يقارب 2% لتتداول بالقرب من 3830 دولارًا للأونصة، مقتربة من مستوياتها القياسية مع تزايد الطلب على الملاذات الآمنة. جاء هذا الصعود بدعم من مخاطر إغلاق الحكومة الأمريكية، التي ألقت بظلالها على الأسواق ودعمت توجه المستثمرين نحو المعدن النفيس.

الضغوط الأمريكية والسياسة النقدية

ارتفعت أسعار الذهب بعد تجديد قمتها التاريخية السابقة عند 3791 دولارًا، بالتزامن مع هبوط الدولار الأمريكي وتراجع عوائد السندات الأمريكية. وأثار احتمال توقف تمويل الحكومة الفيدرالية القلق بشأن تأجيل البيانات الاقتصادية المهمة مثل تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) المقرر صدوره نهاية الأسبوع.

في هذا السياق، برزت تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. فقد حذر ألبرتو موسالم من أن التضخم لا يزال أعلى من المستهدف، في حين أشار جون ويليامز إلى أن السياسة النقدية الحالية تضع ضغوطًا هبوطية على الأسعار لكنها بدأت تؤثر على سوق العمل. أما بيث هاماك، فأكدت أن التضخم لا يزال مرتفعًا بشكل مقلق وأن الرسوم الجمركية تزيد من صعوبة السيطرة عليه.

التوترات الجيوسياسية تعزز الزخم

إلى جانب الضبابية الاقتصادية، ساهمت التطورات الجيوسياسية في زيادة الزخم الصعودي للذهب، بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على قرية شاندريهولوف في إقليم دونيتسك شرق أوكرانيا، ما أعاد المخاطر الإقليمية إلى الواجهة.

تحركات السوق والتوقعات

تراجع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بنسبة 0.27% إلى 97.91، في حين انخفضت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار ثلاث نقاط أساس إلى 4.14%. وعلى الرغم من التحسن في بيانات مبيعات المنازل المعلقة وصدور مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) متوافقًا مع التقديرات، فإن الأسواق ترجح بنسبة 89% خفضًا للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر.

النظرة الفنية

من الناحية الفنية، يواجه الذهب مقاومة قرب 3850 دولارًا، بينما يشكل مستوى 3800 دولار دعمًا رئيسيًا على المدى القريب. اختراق هذا الحاجز قد يفتح الطريق لمزيد من المكاسب، في حين أن كسر الدعم قد يعيد الأسعار إلى 3750 – 3700 دولار للأونصة.