الذهب يقفز وسط دراما ترامب والاحتياطي الفيدرالي وضعف بيانات التضخم.. وضربات إسرائيل تعزز المخاوف

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تداولات جلسة أمريكا الشمالية يوم الأربعاء، مستفيدة من حالة عدم اليقين التي أشعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتلميحاته إلى احتمال إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، قبل أن يتراجع لاحقًا ويقلل من فرص ذلك ما لم يظهر «احتيال صريح». وصل الذهب إلى ذروة ثلاثة أسابيع عند 3377 دولار للأونصة، ثم عاد ليتداول حول 3348 دولار مدعومًا بتزايد المخاوف السياسية وضعف بيانات التضخم.

وأوضحت تقارير صحفية، بينها ما نقلته بلومبرغ، أن ترامب ناقش إمكانية إنهاء ولاية باول خلال اجتماع مع مشرعين جمهوريين خصص أصلاً لملفات تشريعات العملات المشفرة، حيث وجد تأييدًا واسعًا للفكرة بينهم. ورغم تصريحاته لاحقًا بأنه «لا يخطط لاتخاذ إجراء»، إلا أن عرضه خطابًا معدًا لعزل باول أمام الكونغرس أوحى بأن المسألة أبعد ما تكون عن التهدئة، مما أثار حذر المستثمرين حيال استقلالية السياسة النقدية الأمريكية.

على الصعيد الاقتصادي، ساهم تراجع مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة إلى 2.3% خلال يونيو مقارنة بـ2.6% سابقًا وبأقل من التوقعات البالغة 2.5%، في تعزيز توجهات السوق نحو إمكانية خفض الفائدة مستقبلاً، حتى مع استمرار التضخم الاستهلاكي قرب 3%، متجاوزًا مستهدف الفيدرالي البالغ 2%. كما ضغطت الضربات الإسرائيلية في سوريا على أجواء الأسواق، مما زاد الطلب على الذهب كملاذ آمن.

من جانب آخر، أظهرت بيانات أن واردات الهند من الذهب هبطت بنسبة 40% في يونيو على أساس سنوي، متأثرة بارتفاع الأسعار الذي حد من شهية الشراء، وهو ما كبّل صعود المعدن الأصفر وأبقاه دون مستوى 3400 دولار.

فنيًا، يتماسك الذهب فوق المتوسط المتحرك البسيط لـ20 يومًا حول 3350 دولار، مع بقاء الزخم الصعودي قائمًا وفق مؤشر القوة النسبية (RSI). وفي حال نجح السعر في اختراق حاجز 3400 دولار، قد يفتح الطريق لاستهداف ذروة منتصف يونيو عند 3452 دولار ثم أعلى مستوياته التاريخية قرب 3500 دولار. أما إذا تراجع دون 3300 دولار، فقد يواجه دعمًا عند 3246 دولار يليه المتوسط المتحرك لـ100 يوم قرب 3205 دولار.