الذهب يهبط 2% مع تقدم محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا وتراجع ثقة الأسواق بالدولار

تراجعت أسعار الذهب مع استمرار محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا في تركيا، ما قلل من الإقبال على الملاذات الآمنة. في المقابل، بدأ المستثمرون بالتشكيك في موثوقية الدولار، مما يعيد فتح باب التوقعات بتحركات غير متوقعة في سوق الذهب.

May 16, 2025 - 14:56
الذهب يهبط 2% مع تقدم محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا وتراجع ثقة الأسواق بالدولار

تراجعت أسعار الذهب بنحو 2% خلال تداولات الجمعة، لتصل إلى 3178 دولار للأونصة، مع ترقب المستثمرين لمجريات المحادثات بين روسيا وأوكرانيا التي تُعقد في تركيا، وسط أجواء تتراوح بين الترقب والتشكيك. اللقاء الذي جمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنظيره التركي رجب طيب أردوغان أثار اهتمامًا دوليًا واسعًا، لا سيما مع غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن المشهد، مكتفيًا بإرسال ممثلين من الصف الثاني، وهو ما اعتُبر تقليلًا من جدية روسيا في هذه المحادثات.

الاستجابة الدولية لم تتأخر، إذ صعّدت عدة عواصم من ضغوطها على موسكو، ملوّحة بمزيد من العقوبات في حال لم تُبدِ تجاوبًا فعليًا مع جهود الوساطة. في هذا الإطار، يترقب السوق العالمي تصريحات منتظرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لا يبدو راضيًا عن مجريات المفاوضات بحسب تقارير صحفية.

وعلى الرغم من هذا المشهد الجيوسياسي المتوتر، إلا أن الذهب – كملاذ آمن – لم يستفد كالمعتاد، بل واجه ضغوطًا بيعية، متأثرًا بتراجع شهية المخاطرة العالمية نتيجة تحسن نسبي في مؤشرات التفاهم التجاري بين الولايات المتحدة والصين، والذي دعم الأصول ذات المخاطر المرتفعة وأضعف الطلب على المعادن الثمينة.

في الوقت ذاته، تتعرض العملة الأمريكية لضغوط متزايدة، إذ بدأ المستثمرون بالتشكيك في استقرار الدولار كمخزن للقيمة. هذا التراجع في الثقة قد يكون داعمًا للذهب على المدى المتوسط، كما أشار "مارك هيفيلي"، كبير مسؤولي الاستثمار في بنك UBS لإدارة الثروات، والذي نصح المستثمرين بزيادة تنويع محافظهم لمواجهة حالة عدم اليقين العالمية، مؤكدًا أن الذهب لا يزال أداة تحوط فعّالة.

ومع تزايد التقلبات، تتباين النظرة الفنية للمعدن الأصفر. فبينما يظل مستوى 3160 دولار دعمًا حاسمًا يجب مراقبته، تبدو العودة إلى مستويات المقاومة عند 3245 و3280 و3320 مشروطة بتحفيز جديد وقوي. في حال الفشل في الثبات فوق حاجز 3200 دولار، قد يعاود الذهب الهبوط لاختبار مناطق دعم أدنى، في مقدمتها المتوسط المتحرك البسيط لـ55 يومًا عند 3138 دولار.

ورغم محاولات بعض الشركات الكبرى في قطاع الذهب، لاسيما الصينية منها، البحث عن فرص توسع عالمية، إلا أن حالة التذبذب الحالية تجعل التريث سمة المرحلة المقبلة في صفقات الاستحواذ.