الذهب يواصل الصعود قرب قمم تاريخية مع تزايد رهانات خفض الفائدة وتصاعد التوترات الجيوسياسية
الذهب يتمسك بمكاسبه قرب مستويات قياسية بدعم من توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية وتصاعد المخاطر الجيوسياسية عالميًا، مما يعزز جاذبيته كملاذ آمن.

تمكن الذهب من الحفاظ على زخمه الصعودي خلال تداولات الجمعة في الجلسة الأوروبية المبكرة، مدعومًا بتوقعات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الأمر الذي يواصل الضغط على الدولار الأمريكي ويدعم المعدن النفيس. ورغم المزاج الإيجابي العام في الأسواق، لا يزال الطلب على الذهب قويًا باعتباره ملاذًا آمنًا وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية.
بيانات التضخم الأمريكية جاءت أعلى من المتوقع، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلك (CPI) بنسبة 0.4% في أغسطس ليصل معدل التضخم السنوي إلى 2.9%، فيما استقر المؤشر الأساسي عند 3.1% على أساس سنوي. ومع ذلك، فإن ضعف بيانات سوق العمل، بما في ذلك ارتفاع مطالبات البطالة وتراجع الوظائف غير الزراعية، عزز توقعات السوق بخطوات أكثر جرأة من الفيدرالي لتيسير السياسة النقدية. وتشير أداة CME FedWatch إلى أن الأسواق تسعر خفضًا شبه مؤكد للفائدة الأسبوع المقبل، مع توقع تخفيضات إضافية في أكتوبر وديسمبر.
العوائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات تراجعت إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر، بينما استقر الدولار قرب أدنى مستوياته منذ يوليو، ما منح الذهب دفعة إضافية. وإلى جانب ذلك، فإن التوترات السياسية في فرنسا واليابان، والتحركات الأمريكية للضغط على مجموعة السبع لفرض رسوم أعلى على الصين والهند بسبب مشتريات النفط الروسي، فضلًا عن التصعيد العسكري بين روسيا وبولندا، كلها عوامل دعمت تدفقات المستثمرين نحو المعدن الثمين.
من الناحية الفنية، يظل الذهب (XAU/USD) في منطقة التشبع الشرائي وفق مؤشر القوة النسبية (RSI)، ما يستدعي بعض الحذر. ومع ذلك، فإن أي تراجع تصحيحي يُنظر إليه كفرصة للشراء، حيث يمثل مستوى 3,657–3,658 دولار دعمًا رئيسيًا لإعادة اختبار القمة التاريخية عند 3,675 دولار، مع احتمالية التوجه نحو 3,700 دولار إذا استمر الزخم الصعودي. وعلى الجانب الآخر، تشكل مستويات 3,630 ثم 3,600 دولار مناطق دعم هامة في حال حدوث تصحيح أعمق.
بصورة عامة، تبقى العوامل الأساسية في صالح الذهب، ما يجعله مرشحًا لمواصلة المكاسب للأسبوع الرابع على التوالي مع تركيز المستثمرين على بيانات ثقة المستهلك الأمريكية من جامعة ميتشيغان لاحقًا اليوم.