الذهب يُنهي أسبوعه بأداء قوي وسط تراجع الدولار وتصاعد التوترات العالمية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا هذا الأسبوع، حيث كسب المعدن الأصفر نحو 90 دولارًا، مستفيدًا من ضعف الدولار الأمريكي وتزايد القلق العالمي بشأن النزاعات التجارية والمخاطر الجيوسياسية. وتم تداول الذهب قرب مستوى 3326 دولارًا للأونصة، بعد أن بلغ ذروته التاريخية عند 3358 دولارًا.
هذا الصعود جاء رغم ارتفاع العوائد على سندات الخزانة الأمريكية، إذ تقدم العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.333%، كما ارتفعت العوائد الحقيقية إلى 2.163%، وهو ما عادة ما يضغط على الذهب. لكن عمليات جني الأرباح قبيل عطلة نهاية الأسبوع الطويلة خفّفت من وتيرة الصعود.
وفي خضم هذه التحركات، أدلت ماري دالي، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، بتصريحات تشير إلى أن السياسة النقدية ما تزال في منطقة تقييدية، موضحة أن المعدلات المحايدة قد ترتفع، وهي لهجة أكثر مرونة مقارنة بتصريحات باول الأخيرة التي كانت تميل إلى التشدد.
ترقّب حذر لما ستكشفه البيانات الاقتصادية المقبلة
تتجه الأنظار خلال الأسبوع المقبل إلى حزمة من المؤشرات الاقتصادية الأمريكية المهمة، منها بيانات مديري المشتريات، وطلبات السلع المعمرة، بالإضافة إلى تحديث مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيغان. هذه البيانات قد تعيد رسم ملامح تحركات الدولار، وبالتالي التأثير على توجه الذهب.
التحليل الفني: الزخم الإيجابي مستمر مع احتمال تصحيحات قصيرة الأجل
من الناحية الفنية، لا يزال الاتجاه الصعودي للذهب قائمًا رغم التراجع الطفيف، حيث لم يظهر حتى الآن أي مؤشرات على انعكاس هابط قوي. مؤشر القوة النسبية يُظهر بقاء الذهب في منطقة الشراء المفرط، ما يفتح المجال لاحتمال حدوث تصحيح محدود. أول مستويات الدعم تتمركز حول 3300 دولار، يليها 3229 دولارًا، أما على الجانب الصاعد، فقد يؤدي تجاوز مستوى 3350 دولارًا إلى اختبار هدف جديد عند 3400 دولار.