العقود الآجلة لمؤشر داو جونز ترتفع بشكل طفيف مع عودة الحذر إلى الأسواق وسط تراجع رهانات خفض الفائدة الفيدرالية
تشهد العقود الآجلة لمؤشر داو جونز مكاسب محدودة مع ترقب الأسواق لبيانات التوظيف الأمريكية، وسط مخاوف من فقاعة الذكاء الاصطناعي وتراجع الآمال بخفض الفائدة في ديسمبر مما يكبح شهية المخاطرة.
تواصل العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي تسجيل مكاسب طفيفة خلال التداولات الأوروبية المبكرة يوم الأربعاء، في وقت تظل فيه معنويات السوق متوترة مع إعادة المستثمرين تقييم توقعاتهم بشأن مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
بعد جلسة حمراء يوم الثلاثاء، تشير المؤشرات الأمريكية إلى افتتاح متباين في وول ستريت، إذ ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بنحو 0.1% إلى 47,300 نقطة، بينما استقرت عقود ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) دون تغيير تقريبًا عند 6,795 نقطة، في حين استمر الضغط على مؤشر ناسداك التكنولوجي الذي تراجع بنسبة 0.2% إلى 25,522 نقطة.
وتأتي هذه التحركات في ظل تزايد القلق من تضخم تقييمات أسهم التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، بعد تحذيرات من كبار المصرفيين في مورغان ستانلي وغولدمان ساكس خلال قمة استثمارية في هونغ كونغ من احتمال تعرض الأسواق إلى تصحيح حاد خلال الأشهر المقبلة. وأعاد هؤلاء المقارنة بفقاعة الإنترنت في مطلع الألفية، في ظل اندفاع الاستثمارات نحو شركات الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة.
في الوقت نفسه، يواصل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إرسال إشارات حذرة تقلل من توقعات خفض الفائدة في ديسمبر، بعدما أكد رئيسه جيروم باول أن أي تخفيض جديد لا يُعتبر "أمرًا محسومًا"، في ظل انقسام واضح داخل مجلس الفيدرالي حول تقييم مسار التضخم والنمو. هذا التوجه المتشدد يضغط على الأسهم ويحدّ من الإقبال على الأصول عالية المخاطر.
على صعيد الشركات، قادت أسهم التكنولوجيا الخسائر في جلسة الثلاثاء، حيث هبطت بالانتير تكنولوجيز على الرغم من نتائجها الإيجابية، بينما تراجعت أوبر بعد إعلان أرباح دون التوقعات، مما زاد من ضعف الزخم في وول ستريت.
وفي الخلفية، لا يزال الإغلاق الحكومي الأمريكي مستمرًا للأسبوع الخامس، مما يزيد من حالة الغموض في الأسواق. وتركز الأنظار اليوم على تقرير التوظيف الأمريكي من ADP، الذي من المتوقع أن يُظهر زيادة طفيفة تبلغ نحو 25 ألف وظيفة فقط في أكتوبر، مقارنة بخسارة 32 ألفًا في سبتمبر، وهو ما يشير إلى تباطؤ ملحوظ في سوق العمل الأمريكي مقارنة بمتوسط النمو التاريخي الذي تجاوز 150 ألف وظيفة خلال العقد الماضي.
مجملًا، تبدو الأسواق عالقة بين ضغوط السياسة النقدية المتشددة ومخاوف تقييمات التكنولوجيا المرتفعة، في وقت يحاول فيه المستثمرون البحث عن اتجاه واضح وسط حالة من عدم اليقين المتزايدة.