الفضة تتراجع من قمتها التاريخية وسط توقف الفيدرالي وجني الأرباح

سجلت الفضة ثاني يوم من التراجع، بعدما لامست أعلى مستوياتها منذ عام 2012 قرب 37.32 دولار. جاء هذا الانخفاض نتيجة لعمليات جني أرباح طبيعية من قبل المتداولين عقب بيان البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي ثبت أسعار الفائدة لكنه ألمح إلى استمرار السياسة التقييدية لفترة أطول، مما عزز الدولار وأضعف شهية المستثمرين تجاه المعادن النفيسة.

حتى لحظة كتابة التقرير، خسر زوج الفضة/الدولار نحو 1.10% ليصل إلى 36.35 دولار. هذا التصحيح السعري يأتي في أعقاب موجة صعود استمرت أسابيع، مدفوعة بعوامل مثل ضعف الدولار وارتفاع الطلب على الأصول الآمنة وسط توتر الأوضاع الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران، إلى جانب العجز العالمي المستمر في المعروض من الفضة.

من منظور أساسي، يستمر المعدن الأبيض في تلقي الدعم من الطلب الصناعي القوي، خصوصًا من قطاعات الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية. وتشير التقديرات إلى أن عام 2025 قد يشهد عجزًا في المعروض يتجاوز 110 ملايين أونصة، وهو من أعلى العجوزات خلال السنوات العشر الأخيرة، ما يُبقي على النظرة الصعودية للأسعار على المدى المتوسط والطويل.

أما فنيًا، فالاتجاه العام للفضة لا يزال صاعدًا، لكن مؤشرات الزخم بدأت تُظهر علامات التباطؤ. فقد ظهر تباين هبوطي بين حركة السعر ومؤشر القوة النسبية (RSI)، في حين أشار مؤشر MACD إلى ضعف في القوة الصعودية. وتتمركز منطقة الدعم الحاسمة الآن بين 35.30 و35.50 دولار، بينما قد تؤدي خسارتها إلى هبوط أعمق نحو مستوى 34.50 دولار.

على الجانب الآخر، فإن استعادة المشترين للسيطرة ودفع السعر فوق 36.50 دولار قد يعيد اختبار قمة 37.30 دولار، مع احتمالية التمدد نحو 38.00 دولار إذا تعزز الزخم الصعودي مجددًا.