الفضة تتراجع من قممها مع تحسن المعنويات بعد إنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي وتراجع الطلب على الملاذ الآمن
تراجعت أسعار الفضة نحو 53 دولارًا مع انحسار الطلب على الملاذ الآمن بعد إعادة فتح الحكومة الأمريكية، بينما تبقى التوقعات حذرة وسط مواقف متشددة من الاحتياطي الفيدرالي.
تراجعت أسعار الفضة (XAG/USD) يوم الخميس بعد موجة صعود استمرت أربعة أيام، حيث انخفض المعدن إلى حدود 53.00 دولارًا للأوقية متراجعًا بنحو 0.35% خلال اليوم، بعد أن لامس أعلى مستوى له خلال الجلسة عند 54.39 دولارًا، مقتربًا من قمته التاريخية عند 54.86 دولارًا. جاء هذا التراجع في ظل تحسن معنويات السوق العالمية إثر إنهاء أزمة الإغلاق الحكومي الأمريكي، مما خفف الطلب على الأصول الآمنة.
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشروع قانون تمويل مؤقت يسمح باستئناف عمل المؤسسات الفيدرالية بعد أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، الأمر الذي هدّأ المخاوف السياسية ودفع المستثمرين إلى تقليص مراكزهم في المعادن الثمينة.
ورغم ذلك، لا تزال الفضة مدعومة بعوامل اقتصادية أساسية، أبرزها تباطؤ سوق العمل الأمريكي واستمرار حالة عدم اليقين بشأن توجهات الاحتياطي الفيدرالي. فقد أشار تقرير ADP إلى خسارة متوسطة تقارب 11,250 وظيفة أسبوعيًا خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 25 أكتوبر، ما عزز بعض التوقعات بإمكانية خفض أسعار الفائدة لاحقًا هذا العام.
لكنّ هذه التوقعات تراجعت مؤخرًا مع تبني عدد من مسؤولي الفيدرالي لهجة أكثر تشددًا. فقد حذر رافائيل بوستيك، رئيس فرع الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، من أن التسرع في تيسير السياسة النقدية قد "يُغذي وحش التضخم"، مؤكدًا أن الاقتصاد الأمريكي لا يظهر علامات ضعف حاد في سوق العمل بعد.
وفقًا لأداة CME FedWatch، أصبحت الأسواق الآن تُسعّر احتمالًا بنسبة 53% فقط لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، انخفاضًا من 63% قبل يوم واحد، ما يعكس تراجع الثقة في التحول السريع نحو التيسير.
في الوقت الراهن، تحافظ الفضة على مكاسبها الأخيرة ضمن نطاق ضيق، متأثرة بمزيج من تحسن طفيف في الإقبال على المخاطرة وخطاب أكثر حذرًا من الفيدرالي. وسيتجه تركيز المتداولين في الأيام المقبلة إلى عودة البيانات الأمريكية الرسمية بعد استئناف العمل الحكومي، والتي قد تزيد من تقلبات أسواق المعادن الثمينة.