الفضة تحطم الأرقام القياسية وتتجاوز 69 دولارًا بدعم ضعف الدولار وتوقعات خفض الفائدة

واصلت الفضة تحقيق مكاسب قوية مع بداية الأسبوع، مسجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق بعدما تجاوز سعرها حاجز 69 دولارًا للأونصة، في ظل موجة شراء قوية عززتها الظروف الاقتصادية والمالية العالمية.

وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتزايد توقعات الأسواق باتجاه الاحتياطي الفيدرالي لمواصلة تخفيف السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة، مع ترجيحات بحدوث تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة حتى عام 2026. وتدعم هذه التوقعات المعادن الثمينة، إذ تقلل أسعار الفائدة المنخفضة من تكلفة الاحتفاظ بالأصول غير المدرة للعائد مثل الفضة.

في الوقت نفسه، ساهم ضعف الدولار الأمريكي في تعزيز جاذبية الفضة، خاصة للمستثمرين خارج الولايات المتحدة. وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية، بعد مكاسب سابقة، ما وفر دعمًا إضافيًا لأسعار المعادن.

على الصعيد الجيوسياسي، لا تزال حالة عدم اليقين تلقي بظلالها على الأسواق العالمية، مع استمرار التوترات في عدة مناطق. فقد أعادت التطورات بين إيران وإسرائيل المخاوف من تصعيد إقليمي محتمل، إلى جانب تصاعد الخلافات بين الولايات المتحدة وفنزويلا بشأن صادرات النفط، بينما لا تزال الجهود الدبلوماسية المرتبطة بالحرب في أوكرانيا دون نتائج حاسمة.

ومع اقتراب نهاية العام، قد تؤدي السيولة الضعيفة في الأسواق إلى فترات من التماسك أو عمليات جني أرباح محدودة بعد الصعود الحاد. ومع ذلك، يترقب المستثمرون صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة، والتي قد تلعب دورًا في تحديد الاتجاه القصير الأجل لأسعار الفضة.

وبوجه عام، يبقى الاتجاه الأساسي للفضة صعوديًا طالما استمرت توقعات خفض الفائدة الأمريكية، وضعف الدولار، وارتفاع المخاطر الجيوسياسية، رغم احتمالات التهدئة المؤقتة بعد تسجيل مستويات قياسية جديدة.