الفضة تحلّق لأعلى مستوى في 14 عامًا قرب 39 دولارًا بدعم مخاوف الرسوم الجمركية وتهاوي المعنويات
قفزت أسعار الفضة إلى مستويات لم تبلغها منذ 2011، مدفوعة بتصاعد التوترات التجارية بعد إعلان ترامب عن تعريفات ضخمة على واردات الاتحاد الأوروبي والمكسيك، مما عزز الطلب على الملاذات الآمنة. بينما ينتظر المستثمرون بيانات التضخم الأمريكي وسط قلق إضافي من تصريحات قد تهدد مستقبل رئيس الفيدرالي.
واصلت أسعار الفضة (XAG/USD) صعودها القوي في مستهل تعاملات الأسبوع، ممتدة مكاسبها لليوم الرابع على التوالي، لتسجل أعلى مستوى لها منذ سبتمبر 2011 حول منطقة 39.00 دولار للأونصة خلال التداولات الأوروبية يوم الاثنين. وجاء هذا الارتفاع اللافت مدعومًا بتزايد إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن في ظل أجواء السوق المضطربة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية قدرها 30% على واردات الاتحاد الأوروبي والمكسيك اعتبارًا من مطلع أغسطس المقبل، فضلًا عن اقتراحه رفع الرسوم إلى نطاق يتراوح بين 15% و20% على دول تجارية أخرى مقارنة بالمعدل الحالي البالغ 10%.
وفي المقابل، سعى الاتحاد الأوروبي إلى تهدئة الأوضاع بالإعلان عن تمديد تعليق الإجراءات الانتقامية ضد الرسوم الأمريكية حتى أوائل أغسطس، أملًا في التوصل إلى حل تفاوضي، في حين ذكرت تقارير أن بروكسل فتحت قنوات حوار مع دول أخرى متضررة مثل كندا واليابان لإعداد موقف منسق.
تزامنًا مع ذلك، بدا المتداولون أكثر حذرًا مع ترقبهم بيانات التضخم الأمريكية الهامة هذا الأسبوع والتي قد تحدد ملامح السياسة النقدية المقبلة، خاصة بعد تصريحات المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت التي ألمح فيها إلى احتمال إقالة ترامب لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول "إن وجدت أسباب لذلك"، ما زاد من ضبابية المشهد. رغم استمرار توقعات السوق بخفض يزيد قليلًا عن 50 نقطة أساس في الفائدة الأمريكية بنهاية العام، فإن هذا الترقب يدعم الإقبال على الفضة كملاذ آمن.
مع ذلك، قد يحد من الزخم الصعودي للفضة تراجع الفائض التجاري الصيني في يونيو إلى 585.96 مليار يوان مقابل 743.56 مليار في الشهر السابق، وهو ما يثير التساؤلات حول الطلب الصناعي المستقبلي على الفضة، بالنظر لدورها المحوري في الصناعات الإلكترونية والطاقة الشمسية وصناعة السيارات داخل الصين، أكبر مراكز التصنيع عالميًا.
