الفضة تراوح قرب 49 دولار مع انقسام السوق بين هدنة واشنطن وبكين واستمرار الغموض المالي الأمريكي

الفضة تحافظ على توازنها قرب 49 دولار للأونصة وسط تأثير متناقض بين الهدنة التجارية الأمريكية-الصينية وقوة الدولار الناتجة عن موقف الفيدرالي الحذر.

Oct 31, 2025 - 18:08
الفضة تراوح قرب 49 دولار مع انقسام السوق بين هدنة واشنطن وبكين واستمرار الغموض المالي الأمريكي

استقرت أسعار الفضة خلال تعاملات الجمعة قرب مستوى 49 دولارًا للأونصة، إذ ظل المستثمرون مترددين بين تأثيرات السياسة النقدية الأمريكية ونتائج التقارب التجاري بين واشنطن وبكين، في ظل استمرار حالة عدم اليقين المالي التي تشهدها الولايات المتحدة.

تتداول الفضة دون تغيّر يُذكر مع ميل طفيف للثبات، بعد تصريحات جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، التي أعادت ضبط توقعات الأسواق بشأن خفض الفائدة القادم. فقد شدد باول على أن خطوة خفض إضافية في ديسمبر “ليست مضمونة”، مشيرًا إلى أن القرارات المستقبلية ستعتمد على البيانات الاقتصادية. ونتيجة لذلك، تراجعت احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نحو 67% فقط، بعد أن كانت تتجاوز 90% الأسبوع الماضي، وفق بيانات CME FedWatch.

هذا الموقف الحذر دعم ارتفاع عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى حدود 4.10%، ما عزز قوة الدولار الأمريكي وأضعف الطلب على المعادن الثمينة مثل الفضة والذهب، إذ عادة ما تتراجع جاذبيتها عندما ترتفع العوائد الحقيقية.

على الصعيد الجيوسياسي، توصلت الولايات المتحدة والصين إلى هدنة تجارية لمدة عام واحد عقب اجتماع الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في كوريا الجنوبية. الاتفاق شمل تقليص واشنطن للتعريفات المرتبطة بالفنتانيل إلى النصف، في حين ألغت بكين رسومًا على منتجات زراعية أمريكية وأرجأت قيودًا على تصدير المعادن النادرة. هذه الهدنة خفّفت من المخاوف التجارية لكنها أيضًا قللت من الطلب على الملاذات الآمنة كالفضة، التي غالبًا ما تستفيد من تصاعد التوترات العالمية.

وفي الوقت ذاته، يستمر الإغلاق الحكومي الأمريكي للأسبوع الخامس على التوالي، مما يزيد الضبابية السياسية ويؤخر نشر بيانات اقتصادية رئيسية، وهو ما يثير القلق بشأن مستقبل النمو في الاقتصاد الأمريكي.

من الناحية الفنية، تواجه الفضة مقاومة قوية عند مستوى 49.40 دولار للأونصة، بالقرب من القمة المسجلة في 23 أكتوبر عند 49.46 دولار، ما يشير إلى احتمال تكوّن نموذج قمة مزدوجة على الرسم البياني لأربع ساعات. كسر مستوى الدعم اليومي عند 48.69 دولار قد يعزز فرص الهبوط نحو 45.56 دولار، وهو أدنى مستوى في 28 أكتوبر، بينما يمثل تجاوزه للأسفل خط العنق الذي قد يدفع الأسعار نحو 41.80 دولار كهدف محتمل.

أما في حال تمكن السعر من اختراق مقاومة 49.40 دولار، فقد تتجه الأنظار إلى المتوسط المتحرك البسيط لـ100 فترة عند 50.01 دولار، مع إمكانية اختبار القمة التاريخية الأخيرة عند 54.86 دولار إذا استمر الزخم الإيجابي.

ويُظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) تذبذبًا بين 50 و70، ما يعكس غياب اتجاه واضح على المدى القصير، رغم أن الميل العام يبقى صعوديًا بشكل طفيف مع تحسّن شهية المستثمرين للمعادن الثمينة في حال تراجع الدولار مجددًا.