الفضة تستقر بعد الصعود.. هل تهدئة التوتر بين طهران وتل أبيب تُعيد التوازن للأسواق؟
توقفت أسعار الفضة فوق مستوى 36 دولارًا وسط ترقب في الأسواق بين تصاعد التوتر الجيوسياسي بين إسرائيل وإيران، وتراجع الدولار الأمريكي. وتبقى توقعات اجتماع الاحتياطي الفيدرالي عاملاً حاسمًا في تحديد الاتجاه المقبل للمعدن الثمين.

شهدت أسعار الفضة استقرارًا نسبيًا فوق المستوى النفسي البالغ 36.00 دولار خلال تداولات الاثنين، بعد موجة صعود قوية سجلها المعدن منذ بداية يونيو. ويأتي هذا التوقف بعد اختراق فني لمستويات مقاومة تاريخية، ليحوّل المستوى 35.92 دولار إلى دعم فوري، في حين تتداول الأسعار حاليًا حول 36.38 دولار، مقتربة من أعلى مستوى لها منذ بداية العام.
ورغم المكاسب الشهرية التي تجاوزت 10%، دخل المعدن في مرحلة تماسك في ظل غياب محفزات جديدة. ويراقب المستثمرون التطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إذ أسهم الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل في تعزيز الطلب على الفضة كملاذ آمن. إلا أن بوادر انفراجة دبلوماسية بدأت تلوح في الأفق، مع تقارير تفيد بإرسال طهران إشارات عبر وسطاء عرب تبدي فيها استعدادها لاستئناف المفاوضات النووية مع واشنطن، رغم نفي بعض المسؤولين الإيرانيين لذلك.
في المقابل، فقد الدولار الأمريكي بعض زخمه كأصل تقليدي آمن، وسط الغموض المحيط بالسياسات التجارية والتطورات السياسية، ما ساعد الفضة على الحفاظ على مكاسبها الأخيرة. وتترقب الأسواق باهتمام نتائج اجتماع لجنة السياسة النقدية التابعة للاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، وسط تزايد التوقعات بخفض محتمل للفائدة لاحقًا هذا العام، وهو ما يعزز جاذبية المعادن الثمينة التي لا توفر عائدًا.
فنياً، لا تزال الفضة محافظة على قوتها فوق الدعم 36.00 دولار، لكنها تُظهر إشارات على التماسك أسفل المقاومة القريبة من 36.89 دولار، بانتظار محفز جديد قد يحدد اتجاهها التالي.