الفضة تستقر في انتظار الحسم: الأسواق تترقب بيانات التضخم الأمريكية لتحديد الاتجاه المقبل
يتحرك سعر الفضة في نطاق عرضي حول 36.50 دولار مع ترقب المستثمرين لبيانات التضخم الأمريكية الحاسمة التي قد توجه سياسة الفائدة للفيدرالي. تراجع التوترات التجارية بين واشنطن وبكين يحد من إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة، رغم مؤشرات فنية إيجابية.

تسود حالة من الحذر في أسواق المعادن الثمينة، حيث يتداول سعر الفضة مقابل الدولار الأمريكي (XAG/USD) ضمن نطاق محدود قرب مستوى 36.50 دولار، بالتزامن مع ترقب المستثمرين لصدور بيانات التضخم الأمريكية لشهر مايو. هذا الترقب يأتي في وقت حرج قد يؤثر على قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، خاصة إذا ما أظهرت البيانات استمرار ارتفاع الضغوط التضخمية.
وفقًا للتقديرات، من المتوقع أن يسجل معدل التضخم السنوي العام في الولايات المتحدة ارتفاعًا إلى 2.5%، مقارنة بـ2.3% في أبريل، فيما قد يصعد المعدل الأساسي – الذي يستثني مكونات الغذاء والطاقة – إلى 2.9%. على أساس شهري، يُنتظر أن يسجل كلا المؤشرين نموًا معتدلًا بنسبة 0.2% و0.3% على التوالي.
مثل هذه الأرقام قد تدفع صناع القرار في الفيدرالي إلى التريث بشأن أي تخفيض محتمل للفائدة، خاصة في ظل عدم اليقين المحيط بتأثير السياسات الاقتصادية الجديدة للرئيس دونالد ترامب، ما يزيد من احتمالية الإبقاء على نهج السياسة النقدية المتشددة.
هذا التوجه من شأنه أن يُضعف جاذبية الأصول غير المدرة للعائد مثل الفضة، في حين ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى 99.20 قبيل صدور البيانات، مدعومًا بتوقعات استمرار السياسة النقدية الحالية.
على الصعيد العالمي، شهدت العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين انفراجًا نسبيًا بعد محادثات عقدت في لندن، حيث أعرب وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك عن تفاؤله بشأن تخفيف القيود المتبادلة على صادرات الرقائق والمعادن النادرة. مثل هذه التهدئة غالبًا ما تؤثر سلبًا على الطلب على الأصول الآمنة كالفضة، مما قد يحد من صعودها.
من الناحية الفنية، يظهر السعر مؤشرات صعودية رغم استقراره الحالي. فقد توقفت موجة الارتفاع الأخيرة عند 36.90 دولار – أعلى مستوى تسجله الفضة منذ أكثر من عشر سنوات – إلا أن المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا لا يزال يتجه صعودًا، مما يدعم النظرة الإيجابية على المدى القريب.
كما أن مؤشر القوة النسبية (RSI) يواصل تماسكه فوق مستوى 70، في إشارة إلى وجود زخم شرائي قوي. في حال استمر الاتجاه الصاعد، فقد يستهدف السعر المقاومة النفسية التالية عند 40.00 دولار، بينما يمثل مستوى 34.87 – وهو قمة أكتوبر الماضي – منطقة دعم رئيسية في حال حدوث تراجع.