الفضة تقفز بدعم الملاذات الآمنة وسط فوضى البيانات الأمريكية وتقلّص رهانات الفيدرالي

الفضة ترتفع فوق 52 دولارًا مع تصاعد الطلب على الملاذ الآمن بسبب اضطرابات البيانات الأمريكية وتراجع احتمالات خفض الفائدة في ديسمبر.

Nov 14, 2025 - 14:52
الفضة تقفز بدعم الملاذات الآمنة وسط فوضى البيانات الأمريكية وتقلّص رهانات الفيدرالي

تشهد أسعار الفضة ارتفاعًا نحو مستوى 52.60 دولار، معززة بميل المستثمرين إلى الأصول الآمنة وسط استمرار الغموض في البيانات الاقتصادية الأمريكية بعد إعادة فتح الحكومة. هذا الزخم الإيجابي يأتي في وقت تتعرض فيه الأسواق لضبابية واسعة حول اتجاه الاقتصاد الأمريكي في الأشهر المقبلة.

وتشير المؤشرات الأولية لشهر أكتوبر إلى ضعف واضح في بعض القطاعات، أبرزها تباطؤ سوق العمل وتراجع ثقة المستهلكين، إضافةً إلى استمرار المخاوف بشأن التضخم. وزادت تصريحات مسؤولين أمريكيين من حالة القلق، حيث كشف مدير المجلس الاقتصادي الوطني، كيفن هاسيت، أن بيانات أكتوبر قد تكون غير مكتملة أو مفقودة تمامًا نتيجة تعطل عمليات جمع المعلومات أثناء الإغلاق، مما يعقّد تقييم النشاط الاقتصادي الحقيقي.

ورغم الدعم الذي تحصل عليه الفضة من تدفقات الملاذ الآمن، إلا أن قدرتها على مواصلة الصعود تبقى محدودة بفعل التغيرات في توقعات السياسة النقدية. فمع تراجع الرهانات على خفض سعر الفائدة خلال اجتماع ديسمبر، أصبحت الأصول غير المدرة للعوائد مثل الفضة أقل جاذبية. وتشير بيانات أداة CME FedWatch إلى أن احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس انخفض إلى نحو 50% مقارنة بـ 70% قبل أسبوع، مدفوعًا بتصريحات متشددة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن التضخم.

كما تلعب تطورات جانب العرض دورًا إضافيًا في دعم المعدن الأبيض، بعدما أدرجت وزارة الداخلية الأمريكية الفضة ضمن قائمة "المعادن الحرجة" إلى جانب النحاس والفحم المعدني، وهو ما قد يفتح الباب أمام تحقيقات تجارية جديدة وزيادة مخاطر فرض رسوم جمركية مستقبلية، على غرار ما حدث مع معادن أخرى سابقًا.

في المجمل، تبدو الفضة في موقع قوي على المدى القصير، مستفيدة من مزيج من القلق الاقتصادي، والارتباك في البيانات، والتوترات المتعلقة بالإمدادات. ومع ذلك، يبقى اتجاهها المستقبلي رهينًا بالتطورات القادمة في توقعات الفائدة الأمريكية ومؤشرات الاقتصاد الكلي.