الفضة تلامس قمة تاريخية جديدة فوق 71 دولارًا وسط تصاعد المخاطر العالمية وترقب سياسة الفيدرالي

واصلت أسعار الفضة مكاسبها القوية للجلسة الثالثة على التوالي، مسجلة ارتفاعًا ملحوظًا عززها إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة. وارتفع المعدن الأبيض بنحو 2.8% خلال تداولات الثلاثاء، ليصل إلى قمة جديدة عند 71.09 دولار، قبل أن يستقر بالقرب من هذه المستويات، في إشارة إلى زخم صعودي واضح رغم التقلبات المتفرقة في الأسواق.

ويأتي هذا الأداء القوي مدفوعًا بتصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية، ما يعزز إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن. إذ تدفع حالة عدم اليقين السياسي وتعدد بؤر التوتر حول العالم المستثمرين إلى زيادة حيازاتهم من المعادن الثمينة، في ظل غياب رؤية اقتصادية عالمية مستقرة.

في الوقت ذاته، تشكل توقعات استمرار السياسة النقدية التيسيرية في الولايات المتحدة عامل دعم رئيسي للفضة. فبرغم تباين الإشارات الاقتصادية، لا تزال الأسواق ترجح أن يحافظ الاحتياطي الفيدرالي على نهج داعم للاقتصاد خلال الفترة المقبلة، وهو ما يضغط على العوائد الحقيقية ويزيد من جاذبية الأصول التي لا تدر عائدًا مثل الفضة.

وتعكس البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة صورة مختلطة، حيث يظهر الاقتصاد قدرًا من الصلابة، إلا أن بعض المؤشرات المتقدمة تلمح إلى تباطؤ تدريجي، خاصة في مجالي الاستثمار والإنتاج الصناعي. ويعزز ذلك الاعتقاد بأن الفيدرالي يمتلك مساحة للاستمرار في دعم النمو، ما يحد من قوة الدولار الأمريكي ويدعم أسعار المعادن الثمينة.

كما تلعب عوامل موسمية دورًا في الحركة الحالية، إذ تشهد الأسواق عادةً إعادة توازن للمحافظ الاستثمارية مع اقتراب نهاية العام. وبعد الأداء القوي الذي حققته الفضة بالفعل، لا تزال تجذب تدفقات استثمارية مضاربية وطويلة الأجل، في ظل سعي المستثمرين إلى التنويع والتحوط من المخاطر غير المتوقعة.

ورغم احتمالات حدوث عمليات جني أرباح على المدى القصير عقب هذا الارتفاع الحاد، فإن الاتجاه العام لا يزال يميل لصالح الصعود. فاستمرار التوترات الجيوسياسية، إلى جانب ترسخ توقعات تيسير السياسة النقدية الأمريكية، يوفران بيئة داعمة لبقاء أسعار الفضة عند مستويات مرتفعة خلال الفترة المقبلة.