الفضة تلمع قبيل قرار الفيدرالي مع تصاعد رهانات خفض الفائدة

سجلت الفضة ارتفاعًا محدودًا خلال تعاملات الثلاثاء، حيث ارتفع سعرها بنحو 0.85% لتتداول بالقرب من مستوى 58.60 دولار للأوقية، في ظل حالة من الترقب الحذر التي تسيطر على الأسواق قبيل قرار السياسة النقدية المرتقب من مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

ويعكس هذا الأداء حالة التوازن التي تشهدها المعدن الأبيض، إذ يفضل المستثمرون التريث قبل اتخاذ مراكز كبيرة، انتظارًا لما سيسفر عنه اجتماع الفيدرالي الذي يُنظر إليه باعتباره الحدث الأهم لهذا الأسبوع.

وتسعّر الأسواق بدرجة عالية احتمال قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما يعزز جاذبية الأصول التي لا تدر عائدًا مثل الفضة، نظرًا لحساسيتها الكبيرة لتحركات أسعار الفائدة الحقيقية.

كما دعمت بيانات الاقتصاد الأمريكي الأخيرة هذه التوقعات، حيث بدأت تظهر إشارات على تباطؤ سوق العمل، إلى جانب ضعف الطلب على العمالة. وأسهمت التصريحات الحذرة لبعض مسؤولي الفيدرالي في تعزيز الرهانات على اتجاه أكثر تيسيرًا للسياسة النقدية، خصوصًا بعد تأكيد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أن وتيرة النمو الاقتصادي بدأت تفقد زخمها، مع ملاحظاته حول تراجع أوضاع سوق العمل والحاجة المحتملة لمزيد من التعديلات في السياسة النقدية.

وفي الوقت نفسه، عززت البيئة العامة للأسواق، التي تتسم بارتفاع درجة عدم اليقين الاقتصادي، الطلب على المعادن الثمينة كأدوات للتحوط. وتستفيد الفضة بشكل خاص من هذه الأجواء، في ظل استعداد المستثمرين لاحتمال مراجعة توقعات مسار أسعار الفائدة للفترة الممتدة حتى عام 2026.

ويُعد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل محور اهتمام الأسواق؛ فإذا جاء القرار متوافقًا مع توقعات الخفض وترافق مع نبرة حذرة، فمن المرجح أن تحافظ الفضة على دعمها وربما تواصل الصعود. أما في حال تبني الفيدرالي لهجة أكثر تشددًا بشأن مستقبل السياسة النقدية، فقد يحد ذلك من المكاسب قصيرة الأجل للمعدن.