النفط في مفترق طرق: ضغوط متزايدة تدفع أوبك لإعادة الحسابات وسط توقعات قاتمة وأسعار متراجعة

تراجعت أسعار النفط يوم الأربعاء، متأثرة بتوقعات بارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة، وتعديل منظمة "أوبك" لتقديراتها المتعلقة بنمو الإمدادات من خارج تحالف "أوبك+". حيث انخفض خام برنت بنحو 1.1% ليصل إلى 65.88 دولارًا للبرميل، في حين فقد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.2% من قيمته مسجلًا 62.92 دولارًا للبرميل.

وفي تقريرها الشهري، خفضت أوبك توقعاتها لنمو الإنتاج من الدول غير المنضوية في اتفاق "إعلان التعاون"، وعلى رأسها الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الإمدادات الإضافية سترتفع بنحو 800 ألف برميل يوميًا في 2025، بانخفاض عن تقدير سابق بلغ 900 ألف برميل. هذا التباطؤ قد يمنح أوبك+ فرصة لإعادة التوازن للأسواق، بعد أعوام من الضغوط الناتجة عن طفرة النفط الصخري.

وفي ظل تداعيات التوترات التجارية وزيادات الإنتاج الأخيرة من قبل دول أوبك+، حذرت المنظمة من انخفاض متوقع في الاستثمارات بمجال التنقيب والإنتاج خارج التحالف بنسبة تقترب من 5% خلال عام 2025. وتوقعت أن يؤثر ذلك سلبًا على مستويات الإنتاج مستقبلاً، رغم تركيز الشركات على رفع الكفاءة.

وفيما أبقت أوبك على توقعاتها لنمو الطلب العالمي دون تغيير، اعتبرت أن الاتفاق التجاري المؤقت لمدة 90 يومًا بين واشنطن وبكين يشكل خطوة إيجابية قد تساعد في استقرار الأسواق، وإن كان تأثير الرسوم الجديدة لا يزال قائمًا.

وعلى صعيد المخزونات الأمريكية، أفادت بيانات معهد البترول بارتفاع مخزون النفط الخام بواقع 4.3 مليون برميل، مقابل تراجع في البنزين ونواتج التقطير، في ظل قرب موسم القيادة الصيفي. ويترقب المستثمرون البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وسط ترجيحات بانخفاض في المخزون الأسبوعي للنفط والبنزين.

أما على صعيد الأسواق، فقد لوحظ اقتراب أسعار النفط من أعلى مستوياتها في أسبوعين، ما شجع على عمليات جني أرباح، وفق محللين. غير أن استمرار القلق بشأن تباطؤ الطلب العالمي لا يزال يشكل عائقًا أمام أي صعود مستدام في الأسعار، خاصة في ظل الغموض الذي يلف تداعيات السياسة الجمركية الأمريكية.