اليابان تتجه للتشديد والدولار يتراجع: زوج الدولار/الين ينخفض تحت 146 وسط تباين سياسات البنوك المركزية
تراجع زوج الدولار/الين تحت مستوى 146 بعد إشارات تشدد من بنك اليابان وبيانات تضخم محلية قوية، بينما ضغطت بيانات التضخم الأمريكية الضعيفة على الدولار. الأسواق تترقب الآن خطاب باول وبيانات جديدة قد تحدد المسار المقبل للعملتين.

تراجع زوج الدولار/الين (USD/JPY) بشكل ملحوظ ليكسر حاجز 146.00، معزّزًا الخسائر التي بدأها في الجلسة السابقة، وسط تصاعد التوقعات باتجاه بنك اليابان نحو تشديد سياسته النقدية، في وقت بدأت فيه إشارات التيسير تظهر على الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
الدفع الأساسي لتحركات العملة جاء من تصريحات نائب محافظ بنك اليابان، شينيتشي أوشيدا، الذي أبدى استعداد البنك لمزيد من التشديد رغم حالة عدم اليقين العالمية، مشيرًا إلى استمرار الضغوط التضخمية الناتجة عن سوق العمل المحدود وارتفاع التكاليف التشغيلية. وأكد أن هذه العوامل قد تُترجم إلى زيادات في الأسعار للمستهلكين، مما يعزز توقعات بارتفاع التضخم بشكل مستدام.
هذا التوجه تشاركه البيانات اليابانية الصادرة حديثًا، حيث أظهر مؤشر أسعار المنتجين ارتفاعًا سنويًا بنسبة 4% خلال أبريل، ما يدعم فرضية رفع الفائدة مجددًا من قبل بنك اليابان. وفي ضوء هذه التطورات، ووسط تقليص الفجوات في عوائد السندات، ازداد الطلب على الين، مما دفع زوج الدولار/الين للتراجع نحو 145.60.
على الجانب الأمريكي، تراجعت توقعات التضخم بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين التي جاءت أقل من المتوقع، إذ سجل المؤشر الأساسي أدنى قراءة له منذ عام 2021. هذه الأرقام، إلى جانب تصريحات أكثر ليونة من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي، عززت الرهانات على إمكانية خفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل، ما انعكس سلبًا على الدولار.
ومع ترقب المستثمرين لبيانات مؤشر أسعار المنتجين وطلبات إعانة البطالة الأمريكية، بالإضافة إلى الخطاب المرتقب من رئيس الفيدرالي جيروم باول، تتوجه الأنظار نحو تأكيد ما إذا كان البنك المركزي الأمريكي سيواصل التحول نحو سياسة أكثر مرونة أم لا.
من الناحية الفنية، يقف الزوج عند نقطة محورية: فالثبات فوق 146.34 قد يعيد الزخم الصعودي مستهدفًا 147.09 وربما 150.00. لكن كسر الدعم عند 144.37 قد يفتح الباب لهبوط أوسع نحو 142.00 وربما 140.00، خاصة إذا خيبت البيانات الأمريكية المرتقبة التوقعات.