الين الياباني يتراجع أمام الدولار مع تراجع الطلب على الملاذات الآمنة وترقب قرارات الفيدرالي وبنك اليابان
تراجع الين الياباني أمام الدولار بعد مكاسب مؤقتة، مع عزوف المستثمرين عن الأصول الآمنة قبيل قرارات حاسمة من الفيدرالي الأمريكي وبنك اليابان، فيما تحد مخاوف التدخل والتوقعات برفع الفائدة اليابانية من خسائره.
                                شهد الين الياباني تراجعًا ملحوظًا أمام الدولار الأمريكي خلال تداولات الأربعاء، بعد أن فقد زخمه الصعودي المبكر في الجلسة الآسيوية، ليدفع زوج الدولار/ين (USD/JPY) نحو منتصف نطاق 152.00 نقطة. جاء ذلك في ظل تحسن طفيف في شهية المخاطرة وتراجع الطلب على العملات الآمنة، مع ترقب الأسواق لاجتماعات السياسة النقدية في الولايات المتحدة واليابان خلال الأيام المقبلة.
يرى المتعاملون أن ضعف الين جاء مدفوعًا بتوقعات استمرار بنك اليابان (BoJ) في التريث قبل اتخاذ أي خطوات لتشديد السياسة النقدية، خاصة بعد إعلان رئيس الوزراء الجديد سناي تاكايشي عن خطط إنفاق مالي واسعة لدعم الاقتصاد المحلي. هذه السياسة التحفيزية، رغم دعمها للنمو، قد تؤخر أي رفع محتمل للفائدة في المدى القريب.
في المقابل، أعادت تصريحات وزير الاقتصاد الياباني مينورو كيوشي الجدل حول احتمال تدخل حكومي محتمل إذا استمر ضعف الين المفرط. وأكد كيوشي أن الحكومة تتابع عن كثب تأثير تحركات أسعار الصرف على الاقتصاد، وأنها تسعى لتجنب التقلبات الحادة في السوق. كما أشار إلى أن تقييم الوضع سيستمر بما يضمن استقرار العملة اليابانية.
من الجانب الأمريكي، حث وزير الخزانة سكوت بيسنت طوكيو على منح بنك اليابان مرونة أكبر في إدارة السياسة النقدية مع الحفاظ على استقرار التضخم، مما أعاد التوقعات بأن واشنطن قد تضغط لتشديد السياسة النقدية اليابانية بوتيرة أسرع. بالتوازي، يترقب المستثمرون قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) في وقت لاحق اليوم، وسط توقعات قوية بخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، يليها خفض آخر محتمل في ديسمبر، وهو ما يمنح الدولار دعمًا محدودًا في المدى القصير.
وعلى الصعيد السياسي، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الياباني تاكايشي اتفاقًا لتعزيز التعاون في مجال المعادن النادرة والعناصر الحيوية، مما ساهم في دعم الين جزئيًا في بداية الجلسة قبل أن يفقد زخمه.
فنيًا، يظهر أن فشل الزوج في اختراق مستوى 153.25–153.30 خلال الأسبوع الحالي قد شكّل نمط قمة مزدوجة هبوطية على الرسم البياني اليومي، ما قد يفتح الباب لتصحيح هبوطي أوسع نحو 151.00 ثم المستوى النفسي 150.00. أما في حال استعاد الزوج الزخم ونجح في تجاوز 153.00 مجددًا، فقد يمتد التعافي نحو 154.00–155.00 على المدى القريب.
في النهاية، تبقى حركة الين الياباني رهينة قرارات الفيدرالي الأمريكي وبنك اليابان المنتظرة هذا الأسبوع، والتي ستحدد المسار المقبل للعملة في ظل التباين الواضح بين السياسة النقدية المتساهلة في واشنطن والنهج الحذر في طوكيو.