الين الياباني يتماسك قرب أدنى مستوياته وسط ترقب لمحادثات تجارية بين ترامب وشي
شهد الين الياباني انتعاشًا محدودًا من أدنى مستوياته هذا الأسبوع مقابل الدولار، مستفيدًا من التوقعات برفع الفائدة في اليابان رغم الحذر من بنك اليابان، فيما تتجه الأنظار إلى مكالمة مرتقبة بين ترامب وشي قد تؤثر على مسار الأسواق العالمية. التحركات تبقى محدودة في ظل تباين المؤشرات الاقتصادية ومخاوف التوترات التجارية.

استعاد الين الياباني جزءًا من خسائره مقابل الدولار الأمريكي في تداولات الأربعاء، متحركًا بثبات نسبي قرب مستوى 144.00، وسط دعم من بيانات اقتصادية محلية عززت الآمال بإمكانية رفع الفائدة من بنك اليابان خلال النصف الثاني من العام. تعديل قراءة مؤشر مديري المشتريات للخدمات إلى 51.0 يعكس استمرار النمو، وإن كان بوتيرة أبطأ من الشهر السابق.
على الرغم من هذه البيانات الإيجابية، جاءت تصريحات محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، لتعيد بعض الحذر إلى الأسواق، حيث أشار إلى أن الأوضاع الاقتصادية والسياسات العالمية لا تزال غير واضحة بما يكفي لاتخاذ قرارات رفع فوري للفائدة، مؤكدًا أن البنك المركزي لن يتحرك قبل التأكد من قدرة الاقتصاد الياباني على تحمل ذلك. وفي خضم هذا الترقب، أثارت تكهنات بإمكانية حل البرلمان لإجراء انتخابات عامة مبكرة في اليابان حالة من الترقب السياسي قد تؤثر على الأسواق.
من جهة أخرى، لم ينجح الدولار الأمريكي في الحفاظ على زخمه بعد مكاسب محدودة في الجلسة السابقة، مع ترجيحات متزايدة بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه لتخفيض الفائدة لاحقًا هذا العام. كما أن تصاعد التوترات التجارية أعاد تسليط الضوء على الين كملاذ آمن، خاصة بعد بدء تنفيذ رسوم جمركية أمريكية مضاعفة على واردات الصلب والألمنيوم.
ومع ترقب الأسواق لمكالمة محتملة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ خلال الأسبوع الجاري، قد تتضح مؤشرات جديدة على مسار العلاقات التجارية بين البلدين، مما سيؤثر بدوره على تحركات الدولار والين. في الوقت نفسه، يراقب المستثمرون بيانات أمريكية مرتقبة، أبرزها تقرير الوظائف ADP ومؤشر مديري المشتريات الخدمي ISM، يليها تقرير الوظائف غير الزراعية NFP يوم الجمعة، ما يجعل الأسبوع حافلاً بالمحفزات الحاسمة لاتجاه السوق.
فنيًا، يظهر زوج الدولار/الين مؤشرات على التعافي الطفيف، لكنه يواجه مقاومة حول مستوى 144.30، بينما يتلقى دعمًا مبدئيًا عند 143.50. تجاوز هذه المستويات في أي من الاتجاهين قد يحدد مسار الزوج للفترة المقبلة، وسط ظروف سوق تهيمن عليها الحذر والترقب.