الين الياباني يصعد مدفوعًا بتباين السياسات بين طوكيو وواشنطن وتدفقات الملاذ الآمن
الين الياباني يحقق مكاسب أمام الدولار وسط رهانات على تطبيع سياسة بنك اليابان مقابل توقعات بخفض الفائدة الأمريكية، ما يعزز الطلب على العملة كملاذ آمن.
                                سجل الين الياباني ارتفاعًا ملحوظًا أمام الدولار الأمريكي يوم الثلاثاء، ليتراجع زوج الدولار/ين دون المتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم، وسط ضغوط مستمرة على العملة الأمريكية وضعف ثقة المستثمرين في مسار الفيدرالي. ويأتي هذا التحرك رغم الانقسام الواضح في آراء بنك اليابان، إلا أن الأسواق تراهن على أن البنك سيمضي في خطوات تطبيع السياسة النقدية.
في المقابل، يواصل المستثمرون الاتجاه نحو الملاذات الآمنة، ما عزز الطلب على الين، خصوصًا مع التباين القوي بين السياسة النقدية المتشددة نسبيًا في اليابان والتوقعات بأن الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة مرتين قبل نهاية العام. هذا الاختلاف جعل الدولار الأمريكي منخفضًا بشكل عام، فيما زاد من استفادة الين منخفض العائد.
البيانات الاقتصادية اليابانية جاءت مخيبة للآمال، إذ تراجعت مبيعات التجزئة في أغسطس بنسبة 1.1% على أساس سنوي، مسجلة أول انخفاض منذ فبراير 2022 وأكبر هبوط منذ 2021، بينما أظهر الإنتاج الصناعي تراجعًا للشهر الثاني على التوالي بنسبة 1.2%، ما يعكس استمرار حذر الشركات بفعل التوترات التجارية. ورغم ذلك، فإن هذه النتائج لم تكن كافية للحد من قوة الين، خاصة مع استمرار التكهنات حول رفع محتمل للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر.
على صعيد السياسة الأمريكية، وقع الرئيس دونالد ترامب إعلانًا بتعديل الرسوم على منتجات خشبية مستوردة من اليابان والاتحاد الأوروبي بنسبة 15%، في خطوة تزيد من حالة عدم اليقين التجاري. كما يظل شبح إغلاق الحكومة الأمريكية حاضرًا، ما يضيف ضغوطًا إضافية على الدولار.
من الناحية الفنية، يحافظ زوج الدولار/ين على دعم عند المتوسط المتحرك لـ 200 يوم بالقرب من مستوى 148.40. أي هبوط دون هذا المستوى قد يفتح الطريق نحو 148.00 ثم 147.50، وهو ما قد يغير التحيز قصير المدى لصالح البائعين. أما في حال عودة الزخم الصاعد وتجاوز مستوى 149.00، فقد يختبر الزوج مجددًا حاجز 150.00 النفسي، مع وجود مقاومة مؤقتة قرب 149.40-149.45.