الين الياباني ينتعش بدعم من سياسة بنك اليابان المتشددة وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية
الين الياباني يحقق مكاسب طفيفة مقابل الدولار الأمريكي مع دعم من توجه بنك اليابان نحو رفع الفائدة وتوقعات خفضها من جانب الاحتياطي الفيدرالي، في وقت تحد فيه الآمال باتفاق سلام روسي أوكراني من مكاسب الملاذات الآمنة.

شهد الين الياباني تحسناً طفيفاً أمام الدولار الأمريكي خلال تداولات الثلاثاء في الجلسة الآسيوية، بعدما ارتد من أدنى مستوى له في أربعة أيام، مدعوماً بتباين ملحوظ في السياسات النقدية بين بنك اليابان والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
تزايد القبول في الأسواق بأن بنك اليابان يقترب من رفع أسعار الفائدة قبل نهاية العام، خاصة بعد مراجعة توقعاته للتضخم في اجتماعه الأخير وتأكيده استعداده لمزيد من التشديد إذا استمر النمو والتضخم وفق التقديرات. هذا النهج المتشدد يدعم الين كعملة منخفضة العائد وملاذ آمن، ويحد في الوقت نفسه من مكاسب الدولار الأمريكي الذي يواجه ضغوطاً مع تزايد التوقعات بخفض الفائدة من جانب الفيدرالي في سبتمبر.
في المقابل، ما تزال الآمال في اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا تقلل من الطلب على الأصول الآمنة مثل الين، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تحضيرات لعقد لقاء مباشر بين الرئيسين بوتين وزيلينسكي، ما أثار التفاؤل بإنهاء الحرب الدائرة منذ سنوات.
وعلى الصعيد الداخلي، يضيف المشهد السياسي الياباني بعض الغموض، خصوصاً بعد خسارة الحزب الحاكم في انتخابات مجلس الشيوخ وتزايد المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد المحلي، وهو ما قد يبطئ خطوات بنك اليابان نحو التشديد النقدي.
أما في الولايات المتحدة، فيترقب المستثمرون محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية المقرر صدوره الأربعاء، إضافة إلى كلمة رئيس الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول، والتي يُتوقع أن تحمل إشارات أوضح حول مسار السياسة النقدية المقبلة. كما أن بيانات الإسكان الأمريكية ومؤشرات مديري المشتريات العالمية المنتظرة هذا الأسبوع قد تزيد من تقلبات السوق.
فنياً، يبقى زوج الدولار/الين محصوراً ضمن نطاق تذبذب حول مستوى 148.00، حيث يشير المحللون إلى أن اختراق هذا الحاجز صعوداً قد يفتح الطريق نحو 149.00، بينما أي كسر لمستويات الدعم قرب 147.00 قد يعيد الأسعار إلى مستويات 146.20 أو حتى أقل.