الين الياباني يواصل التراجع بقوة بعد تصريحات أويدا رغم رفع الفائدة

واصل الين الياباني خسائره خلال تعاملات الجمعة، متأثرًا بتصريحات محافظ بنك اليابان كازو أويدا في المؤتمر الصحفي عقب اجتماع السياسة النقدية، حيث عززت تعليقاته توقعات استمرار السياسة التيسيرية رغم قرار رفع سعر الفائدة.

وأوضح أويدا أن السياسة النقدية الميسرة لا تزال ضرورية لدعم التعافي الاقتصادي، مؤكدًا أن أسعار الفائدة الحقيقية ستبقى منخفضة بدرجة كبيرة. كما أشار صناع السياسة إلى أن رفع الفائدة الأخير ينبغي اعتباره خطوة تدريجية وحذرة، وليس بداية لتحول تشديدي قوي، وهو ما خفف من رهانات السوق على مزيد من الزيادات خلال عام 2026، وضغط بقوة على الين.

في الوقت ذاته، ساهم تحسن شهية المخاطرة في الأسواق العالمية في إضعاف الطلب على الين كملاذ آمن، بينما تلقى الدولار الأمريكي دعمًا إضافيًا مع تعافي محدود بعد رد فعل قصير الأجل على بيانات التضخم الأمريكية الأضعف. هذا المزيج دفع زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني للتحرك بثبات قرب منتصف منطقة 156.00.

وكان بنك اليابان قد قرر في وقت سابق رفع سعر الفائدة قصيرة الأجل بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0.75%، وهو أعلى مستوى منذ 30 عامًا، إلا أن القرار جاء متوافقًا تمامًا مع التوقعات، ما أفقده أي أثر داعم للعملة. وفي بيان السياسة، أكد البنك استعداده لمواصلة رفع الفائدة إذا تحسنت الأوضاع الاقتصادية والأسعار، دون تقديم مسار واضح للسياسة المستقبلية.

بيانات التضخم في اليابان أظهرت تباطؤًا طفيفًا، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين إلى 2.9% على أساس سنوي في نوفمبر مقابل 3.0% سابقًا، بينما ظل التضخم الأساسي قرب 3%، وهو أعلى من هدف بنك اليابان البالغ 2%. ورغم ذلك، فضل المستثمرون الترقب في ظل غياب إشارات متشددة إضافية.

على الجانب الأمريكي، عززت بيانات التضخم الأضعف التوقعات باتجاه الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض الفائدة في 2026، إلا أن تأثير ذلك على الين كان محدودًا، مع بقاء الدولار مدعومًا نسبيًا قرب أعلى مستوياته الأسبوعية.

فنيًا، يحافظ زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني على ميل صعودي طالما استقر فوق مستوى 156.00، ما يفتح الباب أمام إعادة اختبار القمة الشهرية قرب 157.00. في المقابل، يشكل مستوى 155.30 دعمًا أوليًا، يليه الحاجز النفسي عند 155.00، حيث قد يؤدي كسره إلى زيادة الضغوط الهبوطية على الزوج.