الين الياباني يواصل التراجع قرب أدنى مستوياته في 8 أشهر مع صعود قوي للدولار الأمريكي

يستمر الين الياباني في التراجع مع بداية الأسبوع، ليتداول بالقرب من أدنى مستوى له منذ ثمانية أشهر أمام الدولار الأمريكي، في ظل استمرار ضعف الطلب على العملة كملاذ آمن وتعزز قوة الدولار مدعومًا بموقف الاحتياطي الفيدرالي المتشدد.

تأتي هذه الضغوط على الين بعد تصريحات سياسية واقتصادية في اليابان زادت من حالة عدم اليقين بشأن توقيت رفع الفائدة المقبل من بنك اليابان. إذ تشير التوقعات إلى أن رئيسة الوزراء الجديدة سناي تاكايشي تتبنى نهجًا ماليًا توسعيًا، يركز على الإنفاق الحكومي الكبير لمواجهة التضخم ودعم النمو الاقتصادي، وهو ما يقلل احتمالات رفع الفائدة في المدى القريب ويضعف جاذبية الين.

وفي المقابل، واصل الدولار الأمريكي تعزيزه لمكاسبه التي حققها الأسبوع الماضي، مستفيدًا من لهجة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الصارمة، والتي دفعت المستثمرين لتقليص توقعاتهم بخفض جديد للفائدة هذا العام. كما ساعدت المخاوف المتعلقة بإغلاق الحكومة الأمريكية المستمر منذ أكثر من 30 يومًا على إبقاء الطلب على الدولار مستقرًا، في حين ظل تأثيرها على المعنويات العامة محدودًا.

كما ساهمت الأجواء الجيوسياسية الأخيرة في زيادة الضغط على الين، بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي استبعد فيها السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا، إلى جانب تحسن نسبي في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، ما قلل من الإقبال على الأصول الآمنة.

ويركز المستثمرون حاليًا على صدور مؤشر مديري المشتريات الصناعي الأمريكي (ISM) وخطابات عدد من أعضاء لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، والتي من المتوقع أن تؤثر في اتجاهات الدولار خلال الجلسات المقبلة.

من الناحية الفنية، عزز زوج الدولار/الين (USD/JPY) زخمه بعد اختراق مستوى المقاومة 153.30، واستقر فوق 154.00، ما يشير إلى إمكانية تمدد الصعود نحو 154.75 – 155.00 خلال الفترة القادمة. أما في حال حدوث تصحيح هبوطي، فقد يجد الزوج دعمًا عند 153.65 ثم 153.00، وكسر هذه المستويات قد يعيد الأسعار إلى نطاق 151.50 – 151.00 على المدى القريب.