اليورو/دولار تحت ضغط الصراع بين ترامب والفيدرالي وسط اضطرابات أوروبية
يتأرجح اليورو مقابل الدولار بلا اتجاه واضح مع تصاعد مواجهة غير مسبوقة بين ترامب والاحتياطي الفيدرالي، في وقت تزيد فيه أزمات فرنسا والتهديدات التجارية الأمريكية من ضبابية المشهد.

شهد زوج اليورو/الدولار حالة من التذبذب خلال تداولات الثلاثاء الصباحية في أوروبا، ليستقر بالقرب من مستوى 1.1615 بعد أن فشل في الحفاظ على مكاسبه المبكرة التي دفعته نحو 1.1660. يأتي هذا التراجع في ظل تصاعد التوترات السياسية والاقتصادية داخل الولايات المتحدة وأوروبا على حد سواء.
أحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صدمة في الأسواق بعد إعلانه إقالة عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك على خلفية مزاعم تتعلق بملفات عقارية في جورجيا، غير أن كوك سارعت بالرد مؤكدة أن الرئيس لا يمتلك الصلاحية لعزلها، وأنها ماضية في أداء مهامها. هذه المواجهة المباشرة سلطت الضوء على محاولات ترامب المستمرة للضغط على الفيدرالي من أجل خفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع، وسط تكهنات بأنه يسعى لاستبدال أصوات مستقلة داخل المجلس بأخرى أكثر قربًا منه سياسيًا.
ورغم الضغوط على الدولار جراء هذه الأزمة، لم يتمكن اليورو من الاستفادة بشكل واضح. فقد زادت حالة عدم اليقين في منطقة اليورو بعد رفض المعارضة الفرنسية دعم رئيس الوزراء فرانسوا بايرو في تصويت الثقة حول خطة تقشفية، وهو ما يهدد بسقوط الحكومة ويعيد الخطاب المعادي للعملة الموحدة إلى الواجهة.
في الوقت ذاته، صعّد ترامب من لهجته تجاه أوروبا ملوحًا بفرض تعريفات جمركية إضافية على الدول التي تطبق ضرائب رقمية، وهو ما يضع الاتحاد الأوروبي في قلب النزاع التجاري مع واشنطن، خاصة مع اعتبار الشركات الأمريكية أن التشريعات الأوروبية في هذا المجال تمييزية.
من الناحية الفنية، فقد الزوج زخمه الصعودي بعد هبوط ملحوظ بنسبة 0.85% يوم الاثنين، ليتجه تركيز الأسواق إلى مستوى الدعم 1.1585 الذي شكّل أرضية قوية خلال الأسابيع الماضية. كسر هذا المستوى قد يفتح الطريق لمزيد من الخسائر باتجاه 1.1560 ثم 1.1520، بينما تظل المقاومة الفورية عند 1.1660، تليها منطقة 1.1730–1.1735 التي تمثل اختبارًا حاسمًا للمشترين.