اليورو يتحدى التصعيد الإيراني ويقفز أمام الدولار مع عودة شهية المخاطرة

سجّل اليورو ارتدادًا ملحوظًا مقابل الدولار متجاهلًا تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، مدعومًا بتراجع بيانات التصنيع الأمريكية وتلميحات السياسة النقدية الأوروبية. ويترقب المتداولون قرارات حاسمة من الاحتياطي الفيدرالي قد تحدد اتجاه السوق القادم.

Jun 17, 2025 - 00:32
اليورو يتحدى التصعيد الإيراني ويقفز أمام الدولار مع عودة شهية المخاطرة

ارتد زوج اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD) خلال تعاملات يوم الاثنين ليصل إلى مستوى 1.1572، بعد تراجع سابق نتيجة التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران. ورغم تجدد الهجمات الصاروخية التي استهدفت تل أبيب وحيفا، فإن تحسن شهية المستثمرين للمخاطرة ساهم في دعم العملة الأوروبية الموحدة، خاصة مع تراجع الدولار بفعل بيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة.

وقد أظهرت بيانات من منطقة نيويورك انخفاض مؤشر إمباير ستيت الصناعي إلى أدنى مستوياته منذ مارس، مما يعكس استمرار التباطؤ في القطاع الصناعي الأمريكي. هذا التراجع زاد من التوقعات بأن يتجه الاحتياطي الفيدرالي نحو نهج أكثر تيسيرًا في اجتماعه المنتظر يومي 17 و18 يونيو، والذي ستصدر خلاله أيضًا توقعات محدثة للاقتصاد الأمريكي.

على الجانب الأوروبي، ساهمت تصريحات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي في تعزيز ثقة السوق. فقد أشار نائب الرئيس لويس دي جويندوس إلى أن تحركات زوج اليورو/الدولار ضمن النطاق 1.15 لا تمثل قلقًا كبيرًا، مؤكدًا أن التضخم تحت السيطرة، وأن المخاطر باتت متوازنة. من جانبه، أكد رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناجل أن الظروف الاقتصادية لا تبرر خفض أسعار الفائدة في الوقت الراهن.

وعلى الرغم من استمرار التوترات في الشرق الأوسط، فإن تحسن المعنويات في الأسواق العالمية، إلى جانب التلميحات الإيجابية بشأن محادثات بين الصين والولايات المتحدة، ساهم في كبح المخاوف ودعم الأصول ذات المخاطر، ومنها اليورو.

فنيًا، يتحرك زوج اليورو/الدولار فوق مستوى الدعم 1.1550، وسط مقاومة ملحوظة عند 1.1600. ويشير مؤشر القوة النسبية إلى تردد المشترين، ما يفتح المجال لتحركات جانبية أو تصحيحية. وفي حال كسر الدعم، قد يتجه الزوج نحو مستويات 1.1500 ثم 1.1450، في حين أن الثبات فوق 1.1570 قد يدفعه لاختبار 1.1614 ثم 1.1631، وربما امتداداً إلى 1.1700.

ويترقب المستثمرون عن كثب نتائج اجتماع الفيدرالي الأمريكي، الذي سيكون له تأثير مباشر على أداء الدولار واتجاه زوج اليورو/الدولار خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل تقلبات الأسواق العالمية ومخاوف التباطؤ الاقتصادي.