شهد زوج اليورو/الدولار تراجعًا ملحوظًا يوم الثلاثاء، لينخفض إلى مستوى 1.1379، بعدما جاءت بيانات سوق العمل الأمريكية أقوى من المتوقع، مما أعاد الزخم إلى الدولار الأمريكي ودفع مؤشره (DXY) للصعود، عقب تراجع استمر عدة أيام. ويأتي هذا التراجع في أعقاب بلوغ الزوج أعلى مستوياته في ستة أسابيع عند 1.1454، لكنه لم يصمد أمام الضغوط الناتجة عن تحسن المؤشرات الاقتصادية الأمريكية.
جاء هذا التحسن مدفوعًا بارتفاع غير متوقع في أرقام فرص العمل (JOLTS) خلال أبريل، والتي وصلت إلى 7.39 مليون، متجاوزة التوقعات. ورغم تراجع طلبيات المصانع بنسبة 3.7%، فإن متانة سوق العمل عززت الثقة في الاقتصاد الأمريكي. في هذا السياق، يتزايد القلق في الأسواق بسبب استعداد الرئيس ترامب لمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، الأمر الذي أثار المخاوف من جولة جديدة من النزاعات التجارية، خاصة مع ترقب اتصال مرتقب بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ.
من جانب آخر، تراجعت معدلات التضخم في منطقة اليورو، حيث انخفض مؤشر أسعار المستهلك (HICP) إلى 1.9% في مايو، وهو أقل من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2% للمرة الأولى منذ ثمانية أشهر، ما يعزز التوقعات بأن البنك سيقرر خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل. كما انخفض المؤشر الأساسي للتضخم إلى 2.3% على أساس سنوي، في استمرار للضعف في مستويات الأسعار.
وفي ظل هذا المزيج من المعطيات الاقتصادية، تتوجه الأنظار هذا الأسبوع إلى قرارات السياسة النقدية المنتظرة من البنك المركزي الأوروبي، بالإضافة إلى مجموعة من البيانات المهمة من الولايات المتحدة، تشمل تقرير ADP للتوظيف، ومطالبات البطالة، وأرقام الوظائف غير الزراعية لشهر مايو.
من الناحية الفنية، يظل الاتجاه الصعودي لليورو أمام الدولار قائمًا، لكنه بات مهددًا باحتمال مزيد من التراجع، لا سيما إذا كسر الزوج مستوى الدعم عند 1.1344. حينها، قد يستهدف السوق مستويات أدنى تصل إلى 1.1300 وربما 1.1200، بينما قد يمنح الارتداد فوق 1.1400 دفعة جديدة نحو اختبار مستويات 1.1454 ثم 1.1573، وهي أعلى نقاط سجلها الزوج هذا العام.
