اليورو يتنفس الصعداء قرب 1.1700 رغم تهديدات ترامب بتوسيع الرسوم الجمركية
استعاد زوج اليورو/الدولار بعض زخمه ليقترب من مستوى 1.1700 مع تراجع العملة الأمريكية، وسط تصاعد المخاوف من حرب تجارية جديدة بعد إعلان ترامب عن رسوم تصل إلى 30% على واردات الاتحاد الأوروبي والمكسيك. في الأثناء، يحاول الاتحاد الأوروبي كسب مزيد من الوقت عبر تمديد تعليق ردوده الانتقامية، أملاً في التوصل لاتفاق يخفف حدة التصعيد.

شهد زوج اليورو/الدولار EUR/USD انتعاشًا ملحوظًا خلال التعاملات الآسيوية يوم الاثنين، ليوقف سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أيام ويتداول بالقرب من مستوى 1.1700، مستفيدًا من تراجع الدولار الأمريكي وسط توترات تجارية عالمية متصاعدة. هذا الهدوء النسبي جاء عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت عن خطط لفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 30% على الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي والمكسيك اعتبارًا من مطلع أغسطس، إلى جانب اقتراحه معدلات أوسع قد تتراوح بين 15% و20% على دول أخرى، مقارنة بالمعدل الحالي البالغ 10%.
من جهتها، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الأحد أن الاتحاد الأوروبي قرر تمديد تعليق تدابيره المضادة إلى أوائل أغسطس، في محاولة لمنح المفاوضات مزيدًا من الوقت. وأوضحت أن الكتلة تتبع استراتيجية «ثنائية المسار»، إذ تواصل الحوار مع استعدادها في الوقت نفسه لإجراءات انتقامية محتملة. أما المستشار الألماني فريدريش ميرتس، فأكد حرصه على إبرام صفقة تقي الاقتصاد الألماني، الذي يعتمد بشكل كبير على التصدير، من تداعيات هذه الرسوم، محذرًا من أن فرض رسوم بنسبة 30% سيضرب صميم الاقتصاد.
ورغم أن أداة الاتحاد الأوروبي القوية لمكافحة الإكراه ما تزال مجمدة حاليًا، إلا أن فون دير لاين أشارت إلى إمكانية اللجوء إليها إذا تطورت الأزمة. وفي خلفية المشهد، سجلت الولايات المتحدة فائضًا في الميزانية قدره 27 مليار دولار خلال يونيو بدعم من قفزة في إيرادات الرسوم الجمركية التي بلغت مستوى قياسيًا عند 27.2 مليار دولار، في حين انخفض الإنفاق الفيدرالي بنسبة 7% ليصل إلى 499 مليار دولار. في المقابل، قد تحد هذه الأجواء المضطربة من قدرة اليورو على مواصلة الصعود، لا سيما وسط ترقب المتداولين لتوجهات الاحتياطي الفيدرالي الذي يفضل الانتظار قبل تغيير أسعار الفائدة إلى أن تتضح آثار التعريفات على معدلات التضخم.