صعد زوج يورو/دولار (EUR/USD) بقوة يوم الجمعة، مقتربًا من مستوى 1.1350، وسط ضعف ملحوظ في الدولار الأمريكي بسبب تزايد المخاوف بشأن الوضع المالي للولايات المتحدة. جاء ذلك مع استمرار المستثمرين في التخلّي عن الدولار عقب إصدار فاتورة الضرائب الجديدة للرئيس ترامب، التي من المتوقع أن تزيد الدين الوطني الأمريكي بنحو 3.8 تريليون دولار خلال العقد المقبل، نتيجة تخفيضات ضريبية وزيادة الإنفاق الدفاعي وإجراءات هجرة مشددة.
تثير هذه الزيادة في الدين القلق حيال تأثيراتها على تصنيف الائتمان الأمريكي، خاصة بعد خفض وكالة موديز تصنيفها للولايات المتحدة مؤخرًا، وهو ما قد يؤدي إلى رفع تكاليف الاقتراض الحكومية ويحد من قدرة الإنفاق في المستقبل. كما من المتوقع أن تسهم فاتورة الضرائب الجديدة في تسريع وتيرة التضخم، مما يقلل من فرص خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
على صعيد العلاقات التجارية، تشهد المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حالة من الجمود، حيث رفض الاتحاد الأوروبي تقديم تنازلات أحادية الجانب في محادثات التجارة، ما أدى إلى تراجع الآمال في إحراز تقدم قريب. وأوضح تقرير أن الممثل التجاري الأمريكي أعرب عن عدم رضا واشنطن عن التفاهمات الأخيرة مع بروكسل، خاصة فيما يتعلق بالتعريفات التجارية والملفات الرقمية.
اقتصاديًا، أظهرت بيانات نمو الأجور في منطقة اليورو تباطؤًا ملحوظًا خلال الربع الأول، مما يعزز توقعات السوق بأن البنك المركزي الأوروبي قد يخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل. إلا أن مسؤولين في البنك أبدوا حذرًا من المزيد من التخفيضات، معتبرين أن أسعار الفائدة الحالية لا تزال ليست مقيّدة للاقتصاد.
من الناحية الفنية، يبدو أن زوج اليورو/دولار يحتفظ بزخم صعودي قوي، مع دعم عند مستوى المتوسط المتحرك لمدة 20 يومًا وحركة تصاعدية في مؤشر القوة النسبية، مما يشير إلى احتمال استمرار ارتفاع الزوج نحو مقاومة 1.1425 في المدى القريب، بينما يشكل مستوى 1.1000 دعمًا نفسيًا مهمًا لليورو.
