اليورو يستفيد من ضعف الدولار وسط بيانات أمريكية باهتة وتوترات تجارية عابرة
سجل اليورو مكاسب طفيفة مقابل الدولار عقب بيانات أمريكية أضعف من المتوقع، وسط آمال بتيسير نقدي، بينما تترقب الأسواق تطورات التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، ومحادثات تجارية حاسمة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
سجل زوج اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD) ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات يوم الخميس، مستفيدًا من الضغوط التي يتعرض لها الدولار الأمريكي في أعقاب بيانات اقتصادية ضعيفة صدرت من الولايات المتحدة. وبلغ سعر الصرف نحو 1.1200، مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.3% ليستقر حول 100.70.
جاء التراجع في أداء الدولار مدفوعًا بتباطؤ غير متوقع في مؤشر أسعار المنتجين (PPI) الأمريكي لشهر أبريل، حيث ارتفع المؤشر السنوي بنسبة 2.4% فقط، وهو أقل من التوقعات البالغة 2.5%، بينما انخفض على أساس شهري بنسبة 0.5%. كما تراجع المؤشر الأساسي – الذي يستبعد المواد الغذائية والطاقة – إلى 3.1% على أساس سنوي، بانخفاض ملحوظ عن القراءة السابقة البالغة 4%. وقد عززت هذه البيانات الضعيفة، إلى جانب نتائج أقل من المتوقع لمؤشر أسعار المستهلك، الاعتقاد بأن الاحتياطي الفيدرالي قد لا يكون بحاجة للإبقاء على سياسته النقدية المتشددة.
من ناحية أخرى، سجلت مبيعات التجزئة الأمريكية ارتفاعًا محدودًا بنسبة 0.1%، لكنها تجاوزت التوقعات التي رجحت استقرارها، مما أضفى بعض التوازن على الصورة الاقتصادية، رغم أنها ما تزال تعكس تباطؤًا في الإنفاق الاستهلاكي.
في أوروبا، حافظ اليورو على أدائه الإيجابي رغم التصريحات الأخيرة من مسؤولي البنك المركزي الأوروبي، والتي أشارت إلى احتمالية خفض إضافي في أسعار الفائدة هذا الصيف نتيجة تباطؤ ضغوط التضخم. وقال فرانسوا فيليروي، محافظ بنك فرنسا، إن السياسات الحمائية الأمريكية قد تؤدي إلى إعادة إشعال التضخم في الولايات المتحدة دون تأثير مماثل على منطقة اليورو.
أما على الصعيد الجيوسياسي، فقد شهدت الأسواق تهدئة نسبية في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد أن أعلنت بكين رفع القيود غير الجمركية على 45 شركة أمريكية. كما أبدت واشنطن استعدادها للانخراط في مفاوضات جديدة لاحتواء الخلافات. في الوقت نفسه، حذر الاتحاد الأوروبي من أنه مستعد لاتخاذ إجراءات انتقامية إذا فشلت محادثاته التجارية مع الولايات المتحدة، مع التأكيد على رغبته في التوصل إلى اتفاق.
وعلى صعيد البيانات الأوروبية، أظهرت أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من 2025 نموًا بنسبة 0.3%، وهو أقل من التقديرات الأولية، بينما ارتفعت نسبة التوظيف في الفترة ذاتها بنسبة 0.3%.
فنيًا، يحاول زوج اليورو/الدولار تجاوز المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا عند مستوى 1.1210، والذي يمثل حاجزًا تقنيًا رئيسيًا. ويظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) تعافيًا إلى مستوى 50، ما يعكس حالة من الحذر والتردد بين المتداولين. في حال اختراق المقاومة عند 1.1425، قد تتوسع مكاسب الزوج، أما في حال الانخفاض، فإن المستوى النفسي 1.1000 يشكل دعامة قوية.
