اليورو يقفز فوق 1.14 بدعم من تهدئة تجارية وتشدد أوروبي متزايد
سجّل زوج اليورو/الدولار الأمريكي مكاسب ملحوظة متجاوزًا حاجز 1.14، مدعومًا بتحسّن شهية المخاطرة نتيجة تهدئة التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، وتصريحات متشددة من مسؤولي البنك المركزي الأوروبي تُقلل من احتمالات تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة. ويأتي ذلك رغم تراجع توقعات التضخم الأمريكية وتدهور النظرة المستقبلية للأسر.

شهد اليورو ارتفاعًا ملموسًا مقابل الدولار الأمريكي خلال تداولات الاثنين، متجاوزًا مستوى 1.1400، في ظل تحسّن عام في مزاج المستثمرين الناتج عن بوادر انفراج في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى إشارات من البنك المركزي الأوروبي تُظهر تحولًا نحو موقف أكثر حذرًا بشأن السياسة النقدية المستقبلية.
وقد دفعت الاجتماعات الأخيرة في لندن بين كبار المسؤولين التجاريين من واشنطن وبكين الأسواق لتخفيف حدة المخاوف المرتبطة بالحرب التجارية، وهو ما انعكس إيجابًا على معنويات المستثمرين وساهم في دعم الأصول ذات المخاطر المرتفعة، بما في ذلك العملة الأوروبية. في السياق نفسه، نقلت تقارير إعلامية عن منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعض الصلاحيات لوزير الخزانة لتخفيف قيود التصدير نحو الصين، ما دعم التفاؤل في الأسواق، على الرغم من تراجع الدولار لاحقًا خلال الجلسة.
من جانب آخر، أظهرت نتائج استطلاع بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك انخفاضًا في توقعات التضخم على مدى سنة وثلاث وخمس سنوات، وهو تطور يُعتبر إيجابيًا، إلا أن البيانات كشفت أيضًا عن تراجع في تقييمات الأسر الأمريكية لوضعها المالي الحالي والمستقبلي، ما يضيف قدرًا من الحذر في تفسير هذه الأرقام.
أما في أوروبا، فقد قللت تصريحات من كبار مسؤولي البنك المركزي الأوروبي من التوقعات بشأن سياسة تيسيرية ممتدة، حيث شددوا على ضرورة التعامل بمرونة مع أسعار الفائدة وعدم الاندفاع نحو خفضها. وجاءت أبرز التصريحات من يواكيم ناجل، رئيس المركزي الألماني، وإيزابيل شنابل، التي دعت لتقارب السياسة الأوروبية مع الأمريكية، بالإضافة إلى عضو المجلس كازيمير، الذي أشار إلى أن دورة خفض الفائدة قد تكون وصلت إلى نهايتها.
وبين هذه المعطيات المتقاطعة، حافظ اليورو على زخمه مقابل الدولار، وسط ترقب المستثمرين لأي تطورات إضافية في ملفي السياسة النقدية والتجارة الدولية.