اليورو ينتعش أمام الدولار رغم حذر الأسواق وترقب بيانات التضخم الأمريكي

استعاد زوج اليورو/الدولار بعض مكاسبه بعد خمس جلسات متتالية من الخسائر، متداولًا حول 1.1610 مدفوعًا بتفاؤل نسبي رغم استمرار حالة الحذر قبيل بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي. في المقابل، تظل الأسواق مشدودة مع تصاعد تهديدات ترامب بفرض رسوم جديدة، وسط مفاوضات أوروبية مكثفة لتفادي حرب تجارية.

Jul 16, 2025 - 09:49
اليورو ينتعش أمام الدولار رغم حذر الأسواق وترقب بيانات التضخم الأمريكي

نجح زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي (EUR/USD) في تعويض جزء من خسائره الطويلة التي استمرت خمسة أيام، حيث ارتفع خلال تعاملات الأربعاء الآسيوية ليُتداول بالقرب من مستوى 1.1610، حتى في ظل بقاء الدولار الأمريكي مستقرًا. ويأتي هذا التحسن في حركة الزوج وسط حذر واضح من المتداولين الذين يترقبون صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي (PPI) في وقت لاحق من اليوم، إلى جانب انتظار نتائج تقرير كتاب بيج من الاحتياطي الفيدرالي وبيانات الإنتاج الصناعي.

ورغم هذا الهدوء النسبي، تظل توقعات السوق تشير إلى إمكانية تعزيز الدولار الأمريكي من مكاسبه لاحقًا، خاصة بعد أرقام التضخم الأمريكية لشهر يونيو التي أظهرت زيادة في مؤشر أسعار المستهلك السنوي بنسبة 2.7%، بما يتماشى مع توقعات المحللين، بينما سجل المؤشر الأساسي ارتفاعًا إلى 2.9%، أقل قليلًا من التوقعات البالغة 3.0% لكنه لا يزال أعلى بكثير من مستهدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%. هذا المشهد يزيد من ترجيحات بقاء معدلات الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول، ما قد يوفر مزيدًا من الدعم للدولار.

على صعيد آخر، تواصل الأسواق مراقبة تطورات ملف التعريفات الجمركية بعد أن صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعزمه إرسال إشعارات تعريفات جديدة إلى 25 دولة من بينها كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي، والتي ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس. وألمح ترامب كذلك إلى إمكانية فرض رسوم تتجاوز 10% على دول أصغر في إفريقيا ومنطقة الكاريبي، ما زاد من أجواء الترقب والحذر بين المستثمرين.

كما أكد مسؤولو الاتحاد الأوروبي استمرار المحادثات مع الولايات المتحدة لتفادي الدخول في مواجهة تجارية شاملة، لكنهم في الوقت نفسه أعدوا حزمة ردود محتملة قد تفرض رسوما جمركية على واردات أمريكية تصل قيمتها إلى 72 مليار يورو، تشمل قطاعات مثل الطائرات والمشروبات الروحية. هذا التوجه الأوروبي دفع بالبنك المركزي الأوروبي إلى تبني نظرة أكثر تحفظًا بشأن التوقعات الاقتصادية في الفترة المقبلة مقارنة بما أعلنه في يونيو، إلا أن أغلب التقديرات لا تزال تشير إلى إبقاء معدلات الفائدة دون تغيير في اجتماعه القادم.