اليورو ينتعش أمام الدولار وسط آمال صفقة تجارية أوروبية وتداعيات خفض التصنيف الأمريكي
ارتفع اليورو بقوة أمام الدولار بعد خفض التصنيف الائتماني الأمريكي من قبل موديز، وسط توقعات باستقرار السياسة النقدية للفيدرالي وترقب لاتفاق تجاري محتمل بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. في الوقت نفسه، تتوجه الأنظار إلى محادثات أوروبية-أمريكية مرتقبة قد تعيد تشكيل التوازن التجاري بين الجانبين.

سجّل اليورو ارتفاعًا حادًا مقابل الدولار الأمريكي، حيث اقترب زوج EUR/USD من مستوى 1.1270 خلال جلسات التداول الأوروبية ليوم الاثنين، مدعومًا بتراجع الدولار عقب قيام وكالة موديز بخفض التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة إلى "Aa1"، وهو ما أضعف الثقة في العملة الأمريكية.
وفي ظل ذلك، تزايدت التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي لن يُقدم على خفض أسعار الفائدة خلال الاجتماعين المقبلين، رغم أن الأسواق لا تزال ترقب توجهاته وسط مؤشرات متباينة.
تعززت مكاسب اليورو أيضًا بفعل ترقب الأسواق للإعلان عن اتفاق تجاري جديد بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، يُتوقع أن يشمل قطاعات استراتيجية مثل الدفاع والطاقة والزراعة. هذا الاتفاق، إن تحقق، سيكون الأول من نوعه منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما يعيد الروابط التجارية بين الجانبين ويزيد من تفاؤل المستثمرين حيال النمو في المنطقة.
على الصعيد الداخلي لمنطقة اليورو، يُتوقع أن يستمر البنك المركزي الأوروبي في خفض أسعار الفائدة بسبب تباطؤ النمو وتراجع مستويات التضخم. وأوضح بيير فونش، عضو مجلس إدارة البنك ومحافظ المركزي البلجيكي، في مقابلة مع فايننشال تايمز أن معدلات الفائدة قد تنخفض تدريجيًا إلى ما دون 2%، مشيرًا إلى أن التحديات المرتبطة بالتضخم قد زادت بسبب السياسات التجارية الأمريكية، بما في ذلك الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب سابقًا.
وفي جانب العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، كشف مفوض التجارة الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش أن الاتحاد الأوروبي يعتزم توقيع اتفاق يشمل واردات من الغاز والأسلحة والمنتجات الزراعية من الولايات المتحدة في محاولة لتقليص العجز التجاري بين الطرفين. ومن المقرر أن يجتمع شيفتشوفيتش مع الممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير الشهر المقبل ضمن اجتماعات وزارية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في باريس.
مع ذلك، يرى محللو "كابيتال إيكونوميكس" أن التوصل إلى اتفاق شامل بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ما زال بعيدًا، بسبب بطء وتيرة التفاوض وغياب الاستعجال الأمريكي في معالجة خلافاته التجارية مع أوروبا، مقارنة بمحادثاته مع دول كبرى مثل الصين والهند واليابان. ويزيد من تعقيد الأمر اختلاف أولويات الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد، ما يعوق تشكيل موقف موحد في التفاوض.