اليورو يواصل التراجع أمام الدولار مع تصاعد التوترات وعودة الطلب على العملة الأمريكية
مدّد زوج يورو/دولار خسائره لليوم الرابع مع تحسن الطلب على الدولار كملاذ آمن، وسط توترات جيوسياسية وترقب محضر الفيدرالي، رغم بقاء اليورو قرب قمم ثلاثة أشهر.
واصل زوج يورو/دولار (EUR/USD) تراجعه خلال تعاملات يوم الاثنين، مسجلًا انخفاضه الرابع على التوالي، حيث جرى تداوله قرب مستوى 1.1760 بعد فشله في الحفاظ على التداول فوق 1.1800 التي بلغها الأسبوع الماضي، وذلك في ظل سيولة ضعيفة ومعنويات سوق تميل إلى الحذر.
وجاء هذا التراجع مع تحسن أداء الدولار الأمريكي، مدفوعًا بزيادة الإقبال على الأصول الآمنة، في وقت يقيّم فيه المستثمرون النتائج الفعلية للقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى جانب تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الصين وتايوان.
وكان ترامب قد أشار إلى أن التوصل لاتفاق سلام في أوكرانيا أصبح أقرب، إلا أن القضايا الحساسة المرتبطة بوضع إقليم دونباس لا تزال دون حل، ما يقلل من فرص تحقيق اختراق سريع نحو اتفاق مستدام، ويحد من الدعم الإيجابي لليورو.
وفي الوقت نفسه، أعلنت الصين عن تنفيذ مناورات عسكرية واسعة النطاق حول تايوان، في خطوة اعتبرتها تايبيه تصعيدًا إضافيًا، بعد رصد سفن صينية قرب مياهها الإقليمية. وأسهمت هذه التطورات في تعزيز الطلب على الدولار الأمريكي كملاذ آمن.
وعلى صعيد البيانات، يترقب المستثمرون صدور تقرير مبيعات المنازل المعلقة في الولايات المتحدة لشهر نوفمبر، وسط توقعات بارتفاعها بنسبة 1%. ورغم أن بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي أظهرت نموًا قويًا خلال الربع الثالث، فإنها لم توفر دعمًا ملموسًا للدولار في وقت سابق.
وتتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي لشهر ديسمبر، بعدما قرر البنك خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع الإشارة إلى خفض إضافي محتمل في عام 2026. ولا تزال الأسواق تراهن على أن ضعف سوق العمل قد يدفع الفيدرالي إلى تنفيذ خفضين إضافيين على الأقل خلال العام المقبل.
من الناحية الفنية، يواجه زوج يورو/دولار ضغوطًا هبوطية بعد فشله في الثبات أعلى 1.1800، حيث تشير مؤشرات الزخم على إطار الأربع ساعات إلى ميل سلبي، مع اقتراب مؤشر القوة النسبية من مستوى 50 وتحول إشارات MACD إلى السلبية. ويقع الدعم الأقرب عند مستوى 1.1755، يليه نطاق 1.1700 ثم 1.1680، بينما تبقى منطقة 1.1805–1.1820 مقاومة رئيسية أمام أي محاولة تعافٍ صعودية.