بانكسيكو يتجه لخفض الفائدة والبيزو يستعيد بعض خسائره رغم الضغوط التجارية

شهد البيزو المكسيكي تحسنًا طفيفًا أمام الدولار الأمريكي يوم الجمعة، بعد أن قلّص جزءًا من خسائره التي تكبّدها إثر قرار بنك المكسيك بخفض أسعار الفائدة. هذا التماسك جاء في وقت تزداد فيه الفجوة بين توجهات السياسة النقدية في المكسيك، التي تتجه نحو التيسير، ونظيرتها الأمريكية التي لا تزال حذرة.

وفي حين خفض بنك المكسيك سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى 8.5%، مواصلاً دورة التيسير للمرة السابعة على التوالي بهدف تنشيط الاقتصاد المتباطئ، اختار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التريث وسط إشارات مختلطة من الأسواق، بما في ذلك انخفاض حاد في مؤشر أسعار المنتجين وارتفاع محدود في مبيعات التجزئة.

أثار القرار المكسيكي ردود فعل متباينة في الأسواق، حيث ظل زوج الدولار/البيزو (USD/MXN) متذبذبًا، ويتداول حاليًا قرب مستوى 19.485. ينتظر المستثمرون الآن صدور بيانات ثقة المستهلك الأمريكية من جامعة ميشيغان، والتي قد توضح الاتجاهات المستقبلية للتضخم وسلوك المستهلك، وبالتالي تؤثر على قرارات السياسة النقدية الأمريكية وتحركات أسعار الصرف.

وعلى الرغم من رغبة بنك المكسيك في مواصلة التيسير النقدي تدريجيًا، فقد حذر في بيانه من التأثيرات السلبية لتوترات التجارة المتزايدة مع الولايات المتحدة. إذ أن أكثر من 80% من الصادرات المكسيكية تتجه نحو الأسواق الأمريكية، مما يجعل أي تصعيد تجاري مصدر خطر مباشر على النمو المحلي.

كما أدى فرض واشنطن رسوماً جمركية بنسبة 25% على بعض الواردات المكسيكية لأسباب أمنية إلى تعميق حالة عدم اليقين، ودفع وزير الاقتصاد المكسيكي لاقتراح مراجعة مبكرة لاتفاقية التجارة الحرة USMCA لضمان استقرار الاستثمارات.

وفي ظل هذه الخلفية الاقتصادية المتشابكة، لا تزال التوقعات تجاه البيزو مرتبطة بعوامل متعددة، أبرزها تطورات السياسة النقدية في الولايات المتحدة، ومستقبل العلاقات التجارية بين البلدين، ومدى قدرة المكسيك على الحفاظ على استقرار الأسعار وسط ضغوط تضخمية متغيرة.

تحليل فني لزوج USD/MXN يُظهر بقاء الضغط الهبوطي قائماً، إذ يفشل السعر في تجاوز المقاومة عند 19.50، ويواجه دعمًا محتملًا عند 19.11. ومن الناحية التقنية، فإن اختراق هذا المستوى قد يمهد الطريق لمزيد من التراجع نحو المستوى النفسي 19.00، ما لم يحدث انعكاس قوي مدفوع بتغير في المعطيات الأساسية.