بوستيك يحذر: التضخم لا يهدأ بالسرعة المطلوبة وتقليص الفائدة قد يقتصر على مرة واحدة هذا العام

حذر رافائيل بوستيك من أن التضخم لا ينخفض بالوتيرة المرجوة، مرجحًا خفضًا وحيدًا للفائدة هذا العام، وسط غموض بشأن تأثير الرسوم الجمركية وخفض التصنيف الائتماني الأمريكي. وتراجعت الثقة في الدولار عقب تصريحاته، مع بقاء الضغوط التضخمية أكبر تحدٍ أمام الفيدرالي.

May 19, 2025 - 14:51
بوستيك يحذر: التضخم لا يهدأ بالسرعة المطلوبة وتقليص الفائدة قد يقتصر على مرة واحدة هذا العام

صرّح رافائيل بوستيك، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، خلال مقابلة مع قناة CNBC يوم الاثنين، أن التضخم لا يتراجع بالوتيرة التي كان يُؤمل بها، مما يدفعه للترجيح بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة مرة واحدة فقط هذا العام. وأضاف أن تأثير الرسوم الجمركية الأخيرة لا يزال غامضًا، وسيتطلب وقتًا لتقييم تبعاتها بشكل كامل، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

أشار بوستيك إلى أن خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل وكالة موديز قد يكون له تأثيرات ملموسة على الأسواق المالية، وقد يؤدي إلى ارتفاع تكلفة رأس المال، ما يفرض تحديات إضافية على الاقتصاد الأميركي. وأوضح أن البنك المركزي سيحتاج إلى تقييم كيف يمكن لهذا القرار أن يؤثر في الطلب على السندات الحكومية الأمريكية، وسط بيئة اقتصادية تشهد تغيرات متسارعة.

كما عبّر بوستيك عن مخاوفه بشأن قدرة المستهلكين على تحمل أعباء التعريفات الجديدة، في ظل الضغوط التي تواجهها ميزانيات الأسر واستمرار الضغوط التضخمية. وشدد على أن عدد مرات خفض الفائدة هذا العام سيعتمد على تطورات الأوضاع الاقتصادية، مشيرًا إلى أن تفاصيل التعريفات التجارية ستكون محورية في رسم هذا المسار.

رغم التحديات، أشار بوستيك إلى أن الأسواق، وخاصة أسواق الخزانة، لا تزال تعمل بكفاءة، لكنه حذر من أن حالة عدم اليقين ترفع من مستوى المخاطر. ولفت إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يملك تأثيرًا جزئيًا فقط على تكلفة رأس المال، وهو ما يزيد من تعقيد مهمة صناع القرار.

بوستيك لفت أيضًا إلى تغيرات جوهرية في سلوك الأسر والشركات نتيجة ارتفاع الأسعار، مما قد يؤثر على النشاط الاقتصادي مستقبلاً. وأوضح أن المخاطر المرتبطة باستمرار التضخم المرتفع تتفوق حاليًا على المخاوف بشأن سوق العمل، الذي لا يزال يُظهر قدرًا من الاستقرار، حيث لم تُبدِ الشركات نوايا واسعة لخفض الوظائف. ومع ذلك، فإن التدهور في ثقة السوق لم ينعكس بعد بشكل واضح في المؤشرات الاقتصادية.

وبعد هذه التصريحات، واصل الدولار الأمريكي تراجعه، حيث انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.75% ليصل إلى 100.22 عند لحظة النشر، ما يعكس قلق الأسواق من استمرار حالة الغموض في السياسة النقدية الأمريكية.