تراجع الدولار أمام الين الياباني وسط توتر تجاري وترقب لاجتماع بنك اليابان

شهد زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني (USD/JPY) انخفاضاً ملحوظاً خلال جلسة التداول الأمريكية، متراجعاً إلى محيط مستوى 142.00، مقترباً من أدنى مستوياته اليومية. جاء هذا التراجع وسط تنامي حالة عدم اليقين بشأن مستقبل التجارة العالمية، مما عزز الطلب على الين كعملة ملاذ آمن.
وعلى الرغم من التحسن الطفيف في معنويات المخاطرة الأسبوع الماضي، والذي دفع الزوج نحو مستوى 144.00، فإن بداية الأسبوع الجديد أعادت الزخم لصالح الين الياباني مع اقتراب أحداث اقتصادية محورية في كل من اليابان والولايات المتحدة. الأسواق اليابانية أغلقت يوم الاثنين احتفالاً بيوم شووا، بينما يترقب المستثمرون اجتماع بنك اليابان، الذي من المتوقع أن يبقي على معدلات الفائدة ثابتة عند 0.50%. في المقابل، جاءت بيانات التضخم في طوكيو مرتفعة مع زيادة مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بنسبة 3.4% سنوياً في مارس، مما يزيد من احتمالية توجه البنك المركزي نحو سياسة أكثر تشدداً مستقبلاً.
العوامل المؤثرة: التجارة والسياسات النقدية
في الجهة المقابلة، يعاني الدولار الأمريكي من ضغوط متزايدة، حيث تسود حالة من الجمود في المحادثات التجارية. رغم تصريحات مسؤولين أمريكيين عن وجود تقدم مع شركاء آسيويين، نفت بكين أي مفاوضات جارية، مشددة على أهمية الاحترام المتبادل كأساس لأي حوار. وبرزت تداعيات النزاع التجاري في ارتفاع أسعار سلع التجزئة داخل الولايات المتحدة، إذ قامت متاجر إلكترونية مثل "تمو" و"شين" بزيادة أسعارها بشكل كبير.
الأسواق المالية تركز الآن على سلسلة بيانات أمريكية هامة، تبدأ بإصدار الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول، يليها تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة. هذه المؤشرات ستلعب دوراً محورياً في تحديد مستقبل السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، حيث تتزايد التوقعات بإمكانية خفض أسعار الفائدة لاحقاً هذا العام مع تصاعد المخاطر الاقتصادية.
مستقبل غامض للتجارة العالمية
تواصل إدارة ترامب الابتعاد عن التعددية التجارية، مفضلة الاتفاقات الثنائية، مما أدى إلى بيئة تجارية أكثر تقلباً على المدى الطويل. المفاوضات حول اتفاقيات التجارة الحرة غالباً ما تستغرق سنوات، بينما تبقى جهود خفض التعريفات الجمركية عبر آليات منظمة التجارة العالمية مجمدة. كل ذلك يزيد من هشاشة النظام التجاري العالمي، مع توقعات بزيادة التأثيرات السلبية على الاقتصادات الكبرى.
مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بقي محصوراً قرب مستوى 100.00 مع تحركات محدودة، في انتظار محفزات جديدة من البيانات الاقتصادية القادمة. تظهر مستويات المقاومة عند 100.22 و101.90، بينما تتركز نقاط الدعم قرب 97.73 و96.94.
اجتماع بنك اليابان وأثره المحتمل
ينتظر المستثمرون إشارات من اجتماع بنك اليابان يوم الجمعة المقبل، حيث من المتوقع الإبقاء على السياسة النقدية دون تغيير حالياً. ومع ذلك، فإن ارتفاع معدلات التضخم في طوكيو قد يجبر البنك المركزي على مراجعة مواقفه لاحقاً هذا العام، خاصةً بين سبتمبر وديسمبر. في ظل تزايد احتمالات التيسير النقدي من جانب بنوك مركزية كبرى أخرى مثل الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي، قد يواصل الين الياباني تحقيق المكاسب كخيار مفضل في بيئة اقتصادية متقلبة.
تحليل فني لزوج USD/JPY: إشارات سلبية تهيمن
من الناحية الفنية، يُظهر زوج USD/JPY ميلاً هبوطياً واضحاً، حيث تراجع إلى مستويات قريبة من 142.00، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 1.14% خلال اليوم. مؤشر القوة النسبية (RSI) يستقر عند 38.71 في منطقة محايدة، بينما يقدم مؤشر الماكد (MACD) إشارة شراء طفيفة، مما يترك النظرة الفنية غير حاسمة مع ميل طفيف نحو الهبوط.
تدعم المؤشرات الفنية الأخرى الاتجاه الهابط، حيث يقع مؤشر Awesome Oscillator عند -3.98، ومؤشر قناة السلع (CCI 20) عند -52.62. كما تظل المتوسطات المتحركة لفترات 20 و100 و200 يوماً فوق السعر الحالي، مما يعزز الضغوط السلبية على الزوج. تظهر المقاومة القريبة عند 142.37، تليها مستويات أعلى عند 142.94 و143.18. استعادة الزخم الصاعد سيتطلب اختراق هذه الحواجز، إلا أن الظروف الراهنة تميل لمواصلة التراجع ما لم تظهر محفزات جديدة.