تراجع الدولار الأمريكي يدفع اليورو للانتعاش وسط إشارات ضعف اقتصادي في الولايات المتحدة

Apr 30, 2025 - 15:56
تراجع الدولار الأمريكي يدفع اليورو للانتعاش وسط إشارات ضعف اقتصادي في الولايات المتحدة

سجل زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي (EUR/USD) تعافيًا ملحوظًا يوم الأربعاء، مع وصوله إلى حدود 1.1385 خلال جلسة التداول الأمريكية، في ظل تراجع أداء العملة الأمريكية عقب صدور بيانات اقتصادية مخيبة للآمال.

وجاء هذا التراجع في قيمة الدولار بعد إعلان أرقام تظهر انكماش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 0.3% خلال الربع الأول من العام، وهي المرة الأولى التي يسجل فيها الاقتصاد تراجعًا ربع سنويًا منذ عام 2022. وقد خيبت هذه البيانات آمال الأسواق التي كانت تتوقع نموًا بنسبة 0.4%، مقارنة بنمو قوي بلغ 2.4% في الربع السابق.

وعزز من الضغوط على الدولار تقرير التوظيف الصادر عن شركة ADP، والذي أشار إلى أن أصحاب الأعمال في القطاع الخاص أضافوا 62 ألف وظيفة فقط في أبريل، مقارنة بتوقعات كانت تشير إلى 108 آلاف. كما تم تعديل قراءة الشهر السابق إلى الأسفل، ما زاد من حدة خيبة الأمل.

هذا الأداء الضعيف للاقتصاد الأمريكي عزز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة قريبًا، ربما بدءًا من اجتماع مايو المقبل، في وقت تؤكد فيه أداة MCE FedWatch أن الأسواق باتت شبه متأكدة من إبقاء الفائدة دون تغيير في الاجتماع القادم.

في المقابل، جاء أداء منطقة اليورو أكثر إيجابية، حيث أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول نموًا بنسبة 0.4%، متجاوزًا التقديرات التي كانت تشير إلى 0.2%. ويُعد هذا الأداء الاقتصادي القوي أحد العوامل التي دعمت اليورو في مواجهة الدولار الضعيف.

التضخم في منطقة اليورو: نمو متباطئ يدفع للتوقعات بخفض الفائدة

ورغم التحسن في أداء الاقتصاد الأوروبي، إلا أن مؤشرات التضخم في الدول الرئيسية بمنطقة اليورو جاءت متفاوتة. فقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلك في ألمانيا بنسبة 2.2% سنويًا في أبريل، وهو أعلى قليلًا من التوقعات، لكنه أدنى من القراءة السابقة البالغة 2.3%. أما فرنسا، فسجلت ارتفاعًا شهريًا بنسبة 0.8%، بينما ظل التضخم في إيطاليا وإسبانيا مستقرًا.

تعكس هذه الأرقام تباطؤًا عامًا في وتيرة ارتفاع الأسعار داخل المنطقة، وهو ما يدعم التقديرات بأن البنك المركزي الأوروبي قد يميل إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماع يونيو، وسط مخاوف من تأثيرات التوترات التجارية العالمية التي تقودها الولايات المتحدة.

في هذا السياق، حذر عضو مجلس إدارة المركزي الأوروبي، بييرو تشيبولوني، من أن سياسات الرسوم الجمركية المتبادلة قد تؤدي إلى تراجع الاستثمارات وتباطؤ في النمو، مشيرًا إلى أن ذلك قد يقلص الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بما يصل إلى 0.2 نقطة مئوية على المدى المتوسط.

توترات تجارية تضغط على الدولار وتدعم اليورو

يتزامن الضغط على الدولار مع تجدد التوتر في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إذ رفعت بكين الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية بنسبة تصل إلى 125%، ردًا على تعريفات أمريكية بلغت 145%. وقد صرح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، أن على الصين اتخاذ الخطوة الأولى في تخفيف التصعيد التجاري، مستندًا إلى الفجوة التجارية الكبيرة بين البلدين.

وبينما أعلنت الصين إعفاء بعض السلع الأمريكية من الرسوم، تشير التحليلات إلى أن هذه الخطوة مدفوعة بعوامل محلية مثل نقص البدائل، ولا تمثل بادرة فعلية للتهدئة.

خلاصة: الدولار يفقد الزخم وسط إشارات ضعف اقتصادي وتصاعد في المخاطر التجارية

في ضوء هذه التطورات، يواصل الدولار الأمريكي فقدان زخمه مقابل اليورو، وسط مؤشرات على تباطؤ النمو والتوظيف في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تصاعد التوترات التجارية. ومع توقعات بخفض الفائدة من الجانبين—الأمريكي والأوروبي—تظل الأسواق في حالة ترقب لأي تطور جديد قد يغير مسار السياسات النقدية في الفترة المقبلة.