تراجع حاد للدولار وسط ارتفاع عوائد السندات وتراجع الأسهم الأمريكية
شهد الدولار الأمريكي ضعفاً ملحوظاً بالتزامن مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة إلى مستويات فوق 4.5%، بينما تراجعت معنويات الأسهم الأمريكية والأوروبية وسط مخاوف اقتصادية وجيوسياسية متزايدة.

يتعرض الدولار الأمريكي لضغوط هبوطية خلال جلسة التداول الحالية، في يوم يشهد بيعاً واسع النطاق للأصول الأمريكية. وتراجع الدولار يتزامن مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات فوق مستوى 4.5%، وهو ما يعكس المخاوف بشأن تأثير مشروع قانون خفض الضرائب المتوقف على الدين العام والعجز المالي في الولايات المتحدة، بحسب ما ذكر شون أوزبورن، كبير الاستراتيجيين في سكوتيا بنك.
في ظل هذه التطورات، تتراجع الأسواق المالية الأمريكية والأوروبية، حيث تسجل الأسهم انخفاضات في ظل ارتفاع تكاليف الاقتراض وقلة شهية المخاطرة، خاصة مع الأنباء التي تشير إلى احتمال استهداف إسرائيلي لمرافق نووية في إيران. في المقابل، ارتفع سعر النفط الخام بنحو 1% وتعزز الذهب كملاذ آمن. على صعيد العملات، تتفوق الكرونة السويدية والنرويجية، بينما تتراجع العملات مثل الراند الجنوب أفريقي والبيزو المكسيكي.
تنعقد حالياً اجتماعات وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة السبع في كندا، حيث تتركز النقاشات حول قضايا التجارة والرسوم الجمركية. ومن المتوقع أن تؤثر المحادثات الثنائية بين الولايات المتحدة واليابان على معنويات الدولار، خاصة مع التركيز الأمريكي على سياسات صرف العملات في الدول الآسيوية مثل تايوان وكوريا الجنوبية، ما يثير مخاوف السوق من تدخل محتمل لتعديل أسعار الصرف.
مع استمرار توازن الدولار في حالة من عدم الاستقرار، تظل احتمالات إعادة التقييم الأحادية في العملات الإقليمية ضعيفة، ما قد يعزز اتجاه ضعف الدولار تدريجياً. وعلى الرسوم البيانية، فإن مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) يواجه مقاومة عند مستوى 100.3، بينما يظهر الدعم عند مستويات 98.9 و97.9، ما قد يشير إلى مزيد من التراجع إذا تم كسر هذه المستويات. في الوقت ذاته، تعتزم وزارة الخزانة الأمريكية طرح سندات جديدة بقيمة 16 مليار دولار لأجل 20 سنة، في ظل اضطرابات فنية أثرت على مزادات السندات الحكومية الأوروبية.