تضارب إشارات المستثمرين يربك اتجاه الإيثيريوم... هل يستعد السوق لانعكاس مفاجئ؟

يواجه سوق الإيثيريوم حالة من التردد، وسط تباين ملحوظ في سلوك المستثمرين بين سوق العقود الآجلة والسوق الفوري، حيث تراجعت العملة الرقمية بنحو 3% يوم الأربعاء لتستقر حول مستوى 1760 دولارًا.
في سوق العقود الآجلة، شهدت الإيثيريوم ارتفاعًا حادًا في الفائدة المفتوحة بمقدار 700 ألف وحدة خلال الـ 24 ساعة الماضية، وهي زيادة لافتة جاءت بالتزامن مع تراجع في السعر، ما يوحي بأن المتداولين يفتحون مراكز بيع جديدة، توقعًا لمزيد من الانخفاض.
هذا الاتجاه الهبوطي يتعزز بانخفاض نسبة الشراء إلى البيع للعقود الدائمة، والتي هبطت من 0.99 إلى 0.91، مما يعكس تزايد الميل إلى المراكز القصيرة. ومن المعروف تاريخيًا أن مثل هذه الانخفاضات قد تسبق ارتدادات صعودية، لكن السوق يبقى مترددًا في الوقت الراهن.
على النقيض من ذلك، يواصل المستثمرون في السوق الفوري ضخ الأموال في الإيثيريوم، حيث تشير بيانات البورصات إلى تدفقات خارجة متواصلة منذ ستة أيام، في إشارة إلى استمرار ضغط الشراء من المحافظ الفردية. كما شهدت صناديق الإيثيريوم المتداولة في الولايات المتحدة دخولًا صافيًا قدره 18.4 مليون دولار يوم الثلاثاء، ليصل إجمالي التدفقات الإيجابية خلال أربعة أيام إلى أكثر من 250 مليون دولار، وهي وتيرة لم تُسجل منذ فبراير الماضي.
في قطاع الخيارات، أفادت منصة "Derive" بتفوق واضح في الإقبال على خيارات الشراء مقابل البيع، حيث تمثل الأولى ما يقرب من 82% من العقود، ما يعكس تفاؤلًا كبيرًا بين مستثمري المنصة. ومع ذلك، لا يزال السوق الأوسع أكثر تحفظًا، إذ تُظهر تقديرات خيارات العملات الرقمية احتمالًا ضعيفًا لبلوغ الإيثيريوم مستوى 2300 دولار بحلول نهاية مايو، لا يتجاوز 9%.
في هذه الأثناء، أعلنت مؤسسة الإيثيريوم عن تحديثات على هيكلها القيادي، مما أعاد التأكيد على التزامها برؤيتها طويلة الأجل، لكنه لم ينعكس بشكل فوري على معنويات السوق.
من منظور فني، يتداول الإيثيريوم حاليًا ضمن نطاق ضيق بين 1700 و1850 دولارًا. فشل المشترون في الحفاظ على مستوى 1800 دولار، مما ترك السعر عالقًا داخل قناة صاعدة ضعيفة. ويُنتظر أن يوفر مستوى 1688 دولارًا دعمًا حاسمًا، في حين أن اختراق الحد العلوي للقناة سيكون ضروريًا لبدء موجة صعود جديدة.
تشير مؤشرات الزخم مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) ومؤشر ستوكاستيك في الأطر الزمنية القصيرة إلى استمرار الضغط البيعي، رغم اقتراب المؤشرات من مناطق التشبع البيعي، ما قد يمهد الطريق لانعكاس محتمل إذا ما تدخل المشترون بقوة.