تقلبات عنيفة تضرب سوق العملات المشفرة بعد تسجيل التضخم الأمريكي أدنى مستوى في سنوات
العملات الرقمية الكبرى تتأرجح بقوة عقب بيانات تضخم أمريكية أضعف من المتوقع، ما أعاد خفض الفائدة إلى صدارة توقعات الأسواق.
شهدت أسواق العملات المشفرة حالة من التقلبات الحادة يوم الخميس، عقب صدور بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أقل من توقعات الأسواق، ما أثار موجة من التفاعلات السريعة بين الارتفاع والتراجع في الأسعار.
وأظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) ارتفع بنسبة 2.7% على أساس سنوي خلال شهر نوفمبر، وهو مستوى أقل من التوقعات البالغة 3.1% وأدنى من قراءة سبتمبر عند 3.0%. كما تباطأ مؤشر أسعار المستهلك الأساسي، الذي يستبعد الغذاء والطاقة، إلى 2.6%، مسجلًا أدنى قراءة له منذ مارس 2021، ليقترب أكثر من هدف التضخم البالغ 2% الذي يستهدفه الاحتياطي الفيدرالي.
عقب صدور البيانات مباشرة، حققت العملات المشفرة الرئيسية مكاسب سريعة، حيث ارتفعت بيتكوين بنحو 2% مقتربة من مستوى 90 ألف دولار، بينما صعدت إيثيريوم فوق 2,900 دولار. كما سجلت عملات أخرى مثل ريبل (XRP) وسولانا مكاسب محدودة خلال الساعات الأولى.
لكن هذا الصعود لم يدم طويلًا، إذ عادت الأسعار للتراجع سريعًا، متأثرة بالهيكل العام للسوق الذي لا يزال يميل إلى العزوف عن المخاطرة، وهو ما حدّ من قدرة العملات الرقمية على الحفاظ على مكاسبها.
وتشير بيانات سوق الخيارات إلى أن المتداولين لا يزالون يتوقعون ضغوطًا هبوطية مع اقتراب نهاية العام. فقد ارتفعت تقلبات بيتكوين لمدة 30 يومًا إلى قرابة 45%، بينما ظل انحراف الخيارات عند مستويات سلبية، ما يعكس تسعيرًا لاحتمالات انخفاض الأسعار خلال الربعين الأول والثاني من العام المقبل، في ظل استمرار عمليات بيع من محافظ كانت غير نشطة سابقًا.
كما أظهرت البيانات تركّزًا كبيرًا لعقود الخيارات حول مستوى 85 ألف دولار، ما يشير إلى توقعات بهبوط السعر دونه، في مقابل وجود رهانات صعودية بعيدة المدى عند مستويات 100 ألف و120 ألف دولار.
ولم تقتصر ردود الفعل على سوق العملات المشفرة فقط، إذ سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية مكاسب قوية، حيث ارتفع مؤشرا S&P 500 وناسداك بنحو 1% و1.5% على التوالي، الأمر الذي أعاد إحياء التكهنات بشأن إمكانية خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعه المرتقب في يناير.