ثبات حذر للدولار أمام الفرنك قبل قرارات الفائدة المرتقبة في واشنطن وبرن

شهد زوج الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري (USD/CHF) استقرارًا لافتًا يوم الاثنين، متداولًا ضمن نطاق ضيق قرب 0.8115، مع استعداد الأسواق لقرارات السياسة النقدية المرتقبة من بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك الوطني السويسري خلال الأسبوع الجاري.

ويأتي هذا الأداء وسط تراجع في مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى ما دون مستوى 98.00، في وقت تظهر فيه إشارات واضحة على تباطؤ التضخم في سويسرا، ما يزيد التوقعات بأن البنك الوطني السويسري قد يتجه نحو خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لتصل إلى 0% في اجتماعه الخميس المقبل.

وقد أكدت البيانات الأخيرة استمرار انخفاض أسعار المنتجين والواردات السويسرية في مايو بنسبة 0.7% سنويًا، ما يُعمق من الضغوط الانكماشية ويعزز وجهة النظر الداعية لتيسير نقدي إضافي. على المستوى الشهري، سجّلت الأسعار انخفاضًا بنسبة 0.5%، في مفاجأة للأسواق التي كانت تتوقع ارتفاعًا طفيفًا.

في السياق ذاته، خفّض معهد KOF السويسري توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2026 إلى 1.5% بدلًا من 1.9%، محذرًا من أن السياسات التجارية الأمريكية غير المستقرة تشكّل أحد أبرز التحديات أمام الاقتصاد السويسري. كما توقع المعهد ارتفاع معدل البطالة تدريجيًا إلى 3% بحلول نهاية العام المقبل، إلى جانب وتيرة أبطأ في خلق الوظائف واستمرار انخفاض التضخم إلى 0.2% في 2025 و0.5% في 2026.

من الجانب الأمريكي، تبقى الأنظار موجهة نحو نتائج بيانات التصنيع في نيويورك وبيانات مبيعات التجزئة المرتقبة، والتي قد تعطي إشارات على متانة الإنفاق الاستهلاكي. ورغم ذلك، من المرجح أن يثبت الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء، مع الحفاظ على نهجه الحذر لحين اتضاح أثر السياسة الاقتصادية الجديدة للرئيس ترامب على التضخم والنمو.

بشكل عام، يبدو أن تطورات السياسة النقدية من كلا الجانبين، إلى جانب التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، ستحدد الاتجاه المقبل لزوج الدولار/الفرنك خلال الأيام القادمة.