داو جونز يلتقط أنفاسه قبيل قرار الفيدرالي وتصعيد مفاجئ في جبهة التعريفات التجارية

شهد مؤشر داو جونز الصناعي استقرارًا ملحوظًا خلال تداولات يوم الأربعاء، متماسكًا في نطاق ضيق بالقرب من مستوى 44600 نقطة، مع ترقب الأسواق لقرار السياسة النقدية المرتقب من مجلس الاحتياطي الفيدرالي. ورغم صدور بيانات نمو أمريكية قوية، ظل المستثمرون حذرين في مواقفهم، بانتظار إشارات أوضح من الفيدرالي حول مسار أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.

وقد أظهرت البيانات الاقتصادية أن الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة قد توسع بنسبة 3.0% على أساس سنوي خلال الربع الثاني من العام، متجاوزًا التقديرات السابقة التي رجحت نموًا بنسبة 2.4%. إلا أن هذه النتائج الإيجابية لم تكن كافية لتحريك المؤشرات بقوة، في ظل الترقب السائد لبيان لجنة السوق المفتوحة وتصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول، التي قد توضح فرص خفض الفائدة في سبتمبر.

من جهة أخرى، تتجه الأنظار كذلك إلى موسم الأرباح، حيث من المرتقب أن تعلن شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "ميتا بلاتفورمز" و"مايكروسوفت" عن نتائجها الفصلية بعد إغلاق السوق، وهو ما قد يضيف مزيدًا من التقلبات إلى حركة الأسهم خلال الجلسات المقبلة.

في موازاة ذلك، ارتفعت وتيرة التوترات الجيوسياسية والتجارية مع تصريحات مفاجئة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فبعد أن أعلنت إدارته يوم الثلاثاء عن قرب التوصل لاتفاقات تجارية مع الصين، جاء الأربعاء بتصعيد غير متوقع، حيث تم الإعلان عن فشل المفاوضات فجأة وتأكيد موعد 1 أغسطس كحد أقصى لفرض رسوم متبادلة جديدة. كما أعلن ترامب فرض تعريفة ثابتة بنسبة 25% على جميع واردات الولايات المتحدة من الهند، وهدد بعقوبات جمركية إضافية على أي دولة تستورد النفط الروسي، ما لم تُنهِ موسكو حربها في أوكرانيا خلال عشرة أيام.

هذه المستجدات المعقدة تضيف حالة من الضبابية إلى الأسواق العالمية، حيث يجد المستثمرون أنفسهم أمام مزيج من إشارات اقتصادية قوية وتطورات سياسية وتجارية غير متوقعة، تجعل من الساعات المقبلة حاسمة على أكثر من صعيد.